-A +A

دعا وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور الجالية اللبنانية في المملكة إلى الالتزام بالقوانين المرعية والحفاظ على القانون وعلى حسن الضيافة والكرم الذي قدمته المملكة ومازالت للبنانيين العاملين فيها. ودعا في حوار خاص مع «عكاظ الأسبوعية» السعوديين إلى زيارة لبنان في الصيف الذي يتوقعه صيفا هادئا خاليا من التوترات الأمنية، مشيرا إلى أن الحكومة اللبنانية تتعاون بشكل كامل مع السلطات السعودية بشأن المتهم اللبناني في الشبكة الإرهابية التي اكتشفت مؤخرا.

وفي ما يلي نص الحوار :





• كيف تنظرون إلى العلاقات السعودية اللبنانية ؟

إن ما يربط لبنان بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، علاقات تاريخية متجذرة وعلاقات روحية وإنسانية، هذا فضلا عن «الكثير» الذي قدمته المملكة إلى لبنان ومازالت إن عبر إعادة الإعمار أو لجهة احتضانها مئات آلاف اللبنانيين الذين وجدوا على أراضي المملكة، إنهم في بلدهم الثاني. إن اللبناني كان ولايزال مخلصا للبلد الذي يعيشه، فهو بطبعه كائن وفي للأصدقاء فكيف الحال إن كان هذا الصديق أو الشقيق هو المملكة العربية السعودية. ولبنان يتطلع إلى أفضل العلاقات مع المملكة، ويريدها علاقات مميزة تتمتن وتقوى سنة بعد أخرى، أولا: من خلال الجاليات اللبنانية في المملكة، وثانيا: من خلال العلاقات الدبلوماسية المتينة التي تربط البلدين الشقيقين.

• الشوائب التي أصابت علاقات البلدين مؤخرا في عهد حكومتكم كيف يمكن تجاوزها والعمل على إعادة صفاء العلاقات ؟

ليس هناك من شائبة مست هذه العلاقات على عكس ما يشاع، ولا بد من التأكيد أن العلاقات السياسية بين المملكة ولبنان هي علاقات أخوية متينة ومتجذرة، ولن نقبل أن يمس أي امرىء كان هذه العلاقات، نحن حريصون كل الحرص على أفضل العلاقات والتواصل بين الدولتين الشقيقتين.

• كيف ترى واقع اللبنانيين المقيمين في دول الخليج؟

إن اللبنانيين الموجودين في دول الخليج والمملكة تحديداً إنما هم موجودون في بلدهم الثاني، وإخلاصهم للمملكة أو لأي بلد انتقلوا للعيش فيه هو أمر متعارف عليه، وبالتالي فإن اللبنانيين لا يتدخلون في الشأن الداخلي أو السياسي للدولة المقيمين فيها، ونحن طالما أكدنا أن اللبناني شأنه في الخارج هو في مجال عمله فقط، ومن خلال تواصلنا مع كافة اللبنانيين المقيمين في كافة الدول إن في قارة أمريكا أو آسيا وأفريقيا وأوروبا وتحديدا في دول مجلس التعاون الخليجي، نؤكد أن هؤلاء اللبنانيين لا يتعاطون الشأن السياسي لا من قريب ولا من بعيد ولم يسجل على أحدهم تدخله في أمر داخلي أو سياسي يخص البلد المقيم فيه، فهو يحترم خصوصية كل بلد ويحترم نظام هذا البلد السياسي. ومن هذا المنطلق هناك قوة في العلاقة تربط لبنان بدول الخليج العربي. اللبناني يعمل في الخليج أو في دولة بالعالم من أجل الاستفادة والإفادة.

• تم اكتشاف خلية إرهابية مؤخرا في المملكة وثبت تورط أحد اللبنانيين فيها. فما هي رسالتك للجالة اللبنانية في المملكة؟

ربما يسجل على اللبنانيين بعض الحوادث الفردية، فالجاليات اللبنانية كبيرة في دول الانتشار في القارات الخمس، وهذه الحوادث الفردية في حال حصلت فإن علاجها يكون عبر السلطات المختصة في البلد الذي وقعت فيه الحادثة ونحن كوزارة الخارجية في لبنان نتابع كافة الحوادث إن حصلت عبر سفاراتنا في الخارج، فهذا التعاون بين الوزارة وسفارتنا والقنصلية العامة والسلطات المحلية يفضي إلى إيجاد المعالجة المطلوبة، كذلك نقدم للبناني التسهيلات عبر توكيل المحامين لمعرفة أسباب توقيفه.

• هل هناك تعاون بين المملكة ولبنان في هذا الإطار؟

نعم بالتأكيد .. فإن الحكومة اللبنانية على تعاون دائم مع المملكة فيما خص هذه الأمور.

• بصفتكم وزير خارجية لبنان، ماذا توجه في رسالة منكم للبناني المقيم في المملكة العربية السعودية؟

أقول لهم إنهم موجودن في بلد شقيق عزيز وغال علينا، وعليهم أن يحترموا خصوصية المملكة العربية السعودية وتقالديها وعاداتها وقوانيها، وأن لا يتدخلوا في الشأن الداخلي وأن لا يتعاطوا بأي شأن يتنافى مع قوانينها، وذلك حفاظا على روح العلاقة الأخوية القائمة بين البلدين منذ عقود. ونحن بدورنا كدولة لبنانية وكمسؤولين نقدر ونثمن عاليا احتضان المملكة للبنانيين. وأعتقد أن المملكة حكومة وشعبا لهم موقع وتقدير خاص في قلوب اللبنانيين الذين بدورهم يحفظون الجميل ولا يتنكرون أبدا للشقيق والصديق.

• هناك تردد لدى السعوديين لزيارة لبنان، ما هي الكلمة التي ترسلها للسائح السعودي وكيف يمكن طمأنته؟

ربما التردد السعودي له تفسير واحد وهو الأوضاع الأمنية الجارية في المنطقة بشكل عام، ولكننا نؤكد للإخوة السعوديين أنهم عندما يكونون في لبنان فهم في بلدهم الثاني، والأشقاء السعوديون يدركون جيدا مدى محبة اللبنانيين لهم ولكل الأشقاء العرب.

فأهلا وسهلا بهم في أي وقت فهم سيكونون بأمان في وطنهم الثاني، فهم متواجدون في هذا البلد منذ عقود، ولهم مساكن وأرزاق ولهم مكانة خاصة، لذلك لا يحتاجون إلى أن ندعوهم إلى بلدهم لبنان.

• أخيرا، هل تطمئن على الصعيد الدبلوماسي وعلى الصعيد السياسي أن صيف لبنان لن يكون صيفا حارا أمنيا؟

إن البعض يريد أن يروج عن حرارة أمنية عن لبنان من أجل إحباط العزائم أو من أجل إفشال الموسم السياحي اللبناني الذي يبدأ الشهر المقبل في يونيو، ولكننا نقول لهم إن لبنان بخير ولن يكون هناك من توترات أو حرارة أمنية كما يحبون تسميتها، وحضور الإخوة العرب والخليجيين إلى لبنان سيبدد هذه الأقاويل وسيمنح لبنان زخما ودفعا إلى الأمام ونحن سنكون سعداء جدا في استقبالهم في موسمنا السياحي المقبل.