شبابنا والتقنية

تعد التقنية الحديثة وما وصلت إليه من تطور من الأمور الهامة في حياة الأمم قاطبة، والمجتمعات المتحضرة تحرص على استخدامها بالطريقة الأمثل والآلية المناسبة وبشكل واع بحيث تسخرها لخدمة الإنسانية وما يعود عليها بالنفع والارتقاء في شتى المجالات الحياتية وهذا أمر واقع وحاصل بفضل الله تعالى لدى العديد من شرائح المجتمع المختلفة، إلا أنه للأسف شبه منعدم عند بعض الفئات الأخرى من المجتمع الذين سخروه بشكل غير إيجابي يعود عليهم ويتعدى إلى غيرهم بنتائج سلبية للأسف، ومن هذه التقنيات التي ظهرت وانتشرت مؤخرا تقنية الكيك (keeks) وهي وسيلة اتصال مرئية على الشبكة العنكبوتية على شكل فيديو تسمح للمشتركين برفع بعض المقاطع بالصوت والصورة ثم تظهر على الملأ وتنتشر على نطاق واسع على مستوى العالم، وقد اندهش كل من يستخدم الشبكة العنكبوتية من بعض المقاطع التي تعد بالمئات التي خرج بها البعض بعد أن استخدموا هذه التقنية بصورة سلبية مشينة ومنهم العديد من الشباب والفتيات حيث ظهروا في هذه المقاطع وهم يقومون ببعض التصرفات غير العقلانية بالقول أو بالفعل وهي ظاهرة سلبية جدا لا تمت للأخلاق والقيم بأي صلة وأقل ما يقال عنها بأنها تصرفات وأقوال حمقاء غير مسؤولة.
وقد أظهرت مثل هذه التقنيات الحديثة كهذا البرنامج المرئي على الشبكة أن لدينا خللا ظاهرا لدى بعض شرائح مجتمعنا خاصة شريحة الشباب مما يؤكد أن هناك مشكلة ما تتعلق بالسلوك والفكر وتظهر وجود بعض المضطربين نفسيا ومن يعانون من شعور بالنقص أو حب للظهور أو فراغ كبير إلى غير ذلك من الأسباب وهذا يحتم على جميع المؤسسات التربوية والمجتمعية وفي مقدمتها الأسرة والجهات التعليمية دراسة هذه السلوكيات الغريبة وعلاجها بأساليب علمية حرصا على هذه الشريحة الغالية لدينا وتحويلها إلى عناصر فاعلة في المجتمع قادرة على تحمل المسؤولية.

* أكاديمي سعودي

Alqarni1978@yahoo.com