-A +A
توفيق حسن جوهرجي
الجرائم الإلكترونية حديثة في مجتمعاتنا التي بفضل الله لا تزال متمسكة بقيمها ومبادئها الأصيلة. ومن هذه الجرائم نوع يوصف بأنه «قرصنة إليكترونية» يتلخص هذا الصنف من الجرائم في استخدام وسائل غير قانونية لاقتحام نظام الكمبيوتر بدون إذن من المالك، وسرقة بعض خصوصياته، ثم يبتزه ويهدده باستخدام أساليب احتيالية جديدة ومبتكرة. ومن هذه الجرائم ما يؤثر على شركات كبرى لإنتاج برامج الكمبيوتر، وإتاحتها عن طريق الإنترنت، أو نسخ المؤلفات العلمية والأدبية بالطرق الإلكترونية المستحدثة، وبيعها للناس، وحرمان أصحابها الأصليين من حقوقهم في الانتفاع بها. وكثيرا ما تقع البنوك والصناعات الاستراتيجية في بعض الدول فريسة للقرصنة الإليكترونية، حيث يتمكن المجرمون من اقتحام مواقعها الإلكترونية، وسرقة ما فيها من معلومات تجارية، أو مبتكرات علمية، أو يغرسون فيها برامج أو فيروسات تسهل سرقة ما يستجد فيها من بيانات ومعلومات سرية. وقد تتم هذه الجرائم لأغراض سياسية وعسكرية بحتة (كما يحدث بين بعض الدول) أو لأغراض السرقة والابتزاز حينما يهدد القرصان بنسف ذاكرة أجهزة الكمبيوتر تماما لتعطيل الصناعة التي تعتمد عليها، أو بكشف ما فيها من أسرار للعدو الذي لا يتردد في شرائها بمبالغ كبيرة. وقد يرتكب هذه الجرائم أذكياء يسعون إلى الشهرة في أوساطهم، أو يجدون في اقتحام هذه الأجهزة متعة، وإرضاء للغرور لأنهم يثبتون لأنفسهم أنهم أذكى من مصممي برامج الحماية التي تباع بمبالغ كبيرة.
الاحتيال تحت ستار الإعلانات والتبرعات أصبح من الجرائم المستحدثة التي تستخدم فيها الوسائل الإليكترونية الحديثة مثل: الكمبيوتر والجوال. وفي هذا السياق قال لي أحد الأصدقاء: وصلتني مؤخرا رسالة على الجوال تحمل اسم شخص محترم يدعوني للمشاركة في مشروع خيري بالتبرع بمبلغ من المال مبديا استعداده لإرسال شخص لاستلام هذا التبرع لكي يوفر علي المشقة. قلت لنفسي: ولم لا؟ كلنا نسعى إلى الخير وهذا يأتيني سعيا. واتصلت بصاحب الرسالة لكي أتاكد من المشروع لم أجد ارتياحا أثناء المكالمة، وشعرت أنني أمام شخص في منتهى الذكاء. إنه بكل بساطة ينتحل شخصية رجل محترم، ويجمع التبرعات باسمه. أبلغت الشرطة على الفور تأكدت شكوكي عندما أخبرني الضابط أن هناك عشرات الشكاوى المماثلة.

كن حذرا أخي الكريم. كثيرون هم باعة الأوهام الذين يفترسون البسطاء الطيبين ويستبيحون أموالهم.