-A +A
محمد بن عبدالرزاق القشعمي
بعد حصوله على الشهادة الثانوية من المعهد السعودي بمكة، رحل إلى القاهرة، حيث التحق بكلية اللغة العربية بالجامع الأزهر، ثم إلى معهد التربية العالي للمعلمين في التربية وعلم النفس بجامعة إبراهيم باشا (عين شمس). يقول عنه الدكتور عبدالعزيز الخويطر، والذي كان يقاسمه السكن بالقاهرة، بأنه قليل حضور المحاضرات في الجامعة، وأنه قليل النوم، فكل ليله قراءة، وبالذات في كتب الفلسفة، وكان لا ينام حتى ينهي قراءة كتاب أو أكثر، ومع ذلك يكون من الأوائل عند إعلان نتائج الامتحان.قال عنه عبدالله بن إدريس «شاعر واقعي مجيد، عميق في التشخيص الأسطوري، وفي شعره ملامح من شعر (نازك الملائكة)، من حيث الاتجاه التصويري والتواثب العاطفي المتزن، والميل إلى الرمزية البسيطة، وشاعرنا مقل في نشر شعره أو لعله مقل في إنتاجه، ولا يعيبه إلا أنه كان في عهد الدراسة غريدا يشجي النفوس ويطرب الوجدان بأنغامه الحارة الحلوة، وكان في طليعة الشباب اليقظين والذين كان من جملتهم الأستاذ (عبدالله الطريقي) رجل الزيت في الشرق الأوسط وابن بلدة شاعرنا هذا.. ».
أول قصيدة نشرت للمنصور في العدد الأول من مجلة اليمامة، ذو الحجة 1372هـ (أغسطس 1953م)، بعنوان: (أحلام الرمال!..)

مات الرجاء!..
والفجر لاح!
والهضب في غلائله أقاح!
وفي الرمال النائمات على الظماء!
الحالمات جفونها بالارتواء!
فاح الشذى!
شذى زهور لا ترى!
قد ضمه جفن الرمالِ الحالمات!
* * *
هي كالصدى!
هز الكهوف!
فتراعشت منه الذرى!
من صوته الداوي المخيف!
* * *
لن يمنع الجبل الصدى الداوي!
تردده الكهوف!
لن تقطف الأيدي زهورا لا ترى!
وإن زكمت بعبيرها الوردي أنوف!