وحدها الكتابة هي التي يكون هاجسها عصيا على التفسير، فلا تستطيع تفسير ذلك الهاجس، ولكن (الألم اللذيذ) هو أقل ما يمكن قوله عن الكتابة والكتابة الأدبية على وجه التحديد.. ورغم هذا الألم تتساءل في نفسك: لمن نكتب؟؟
في التسعينيات الميلادية أطلق الشاعر الجميل منصور عوض الجهني سؤال الكتابة ذات شعر ووجع:
( لمن نكتب قصائدنا
في هذه المدن الحجرية
لمن نطلق عصافير الفرح)
ورغم الدلالات التي تحضر في كلمات الشاعر، ورغم قسوة السؤال، إلا أن هذا الهاجس يفتش عن أجوبة في الطرقات وفوق الحوائط الباردة؛ لكنه أثناء بحثه ونهمه في التفتيش عن الأجوبة يعثر على أسئلة جديدة..
كما أنه يقبض على أجوبة أخرى لسؤال الكتابة العريض..والكتابة في كل جنس أدبي تجد لها خصائصها وسماتها..
هي (أداة جميلة للمعرفة والمتعة إنها تجعلنا أكثر إدراكا وأكثر إحساسا بكل ما حولنا)، واليوم في ظل العالم الرقمي والثورة الاتصالية الحديثة تبقى الكتابة حاضرة بكافة أطيافها، ويبقى سؤال الكتابة يفتش عن أجوبة؟؟
غير أن أدوات الكتابة اختلفت نوعا ما وطالتها يد التغيير، فلم يعد القلم صديق الكاتب ذلك ينساب ويتمدد فوق بياض الصفحات ويحيل بياضها إلى شيء من الزرقة حينا ومن السواد المتسق أحيانا أخرى..
لم يعد ذلك القلم يمارس الكتابة والمحو في علاقة حميمية مع الكاتب، فجاءت لوحة المفاتيح الخاصة في الأجهزة المحمولة والأجهزة الذكية، وقبلها جاءت لوحة (الكيبورد والماوس) لتصبح صديقة جديدة فينساق الكاتب خلفها ملبيا جاذبيتها الجديدة.
وبالطبع هي ليست بديلة نهائية للقلم، لكنها اختطفته من يد الكاتب لتعلن منافستها له.وندرك أنها لا تلغيه بالتأكيد..
ونجد الكثير من الكتاب والمشتغلين في الكتابة الأدبية وغير الأدبية في المجالات الأخرى نجد أن عددا منهم ما زالوا على صلة حميمية بالصديق بالقلم، ولم تستطع تلك اللوحات الرقمية اختطافهم باتجاهها، لكنها ساعدتهم في تسويق منتجاتهم الإبداعية عبر اللغة الذكية في تلك الأجهزة الحديثة.
ويجب أن نسلم بأننا أمام كاتب رقمي جديد. تقول الدكتورة زهور كرام في كتابها الجديد (الأدب الرقمي أسئلة ثقافية وتأملات مفاهيمية): إن الكتابة الرقمية لا تقدم صورة جامدة، إنما لها القدرة على التشكل وإغناء النص وتفعيله، ومنحه أكثر من مستوى تلق، ومراوغة المتلقي..
كما تطرح العديد من المزايا والقدرة على التأثير للأدب الرقمي.قبل ليالٍ كنت في مسامرة مع الصديق الدكتور محمد الدوسري والصديق الروائي علوان السهيمي، وكان الحديث حول الكتابة والقطيعة الجديدة مع القلم،
ولم يكن الحديث عن علاقة الكاتب مع القلم وحسب، بل ناقشنا تأثير تلك القطيعة على النشء والذي صار صديقا للعالم الرقمي اليوم، ولا يستخدم القلم إلا قليلا حتى في الاختبارات التحصيلية والاختبارات الأخرى صار القلم لتظليل الإجابة الصحيحة في الاختيار من متعدد بينما الكتابة معطلة. وأخيرا أعود لسؤال الكتابة أقول إن العالم اليوم في زمن القرية الكونية، أو لنقل الصالون الكوني،
صار أكثر قربا من ذي قبل رغم اتساع الفجوات على أصعدة أخرى،
فللشاعر أن يكتب، وللكاتب أن يطلق منتجه الأدبي الرقمي وكتابه الإلكتروني وتغريداته الأدبية.. وما إلى ذلك، فلم تعد المدن حجرية، بل أصبحت رقمية اتصالية تحتفي بصوت الكاتب، وتجيب على أسئلة الكتابة، وللكاتب أن يكتب للإنسان وللمكان وللأجيال وللحب وللعصافير وللفرح المنتظر.. وسيبقى أيضا للقلم خصوصيته الأخاذة والتي ستظل على قيد الحياة.
ورقة أخيرة:
وكيف أرتل حبك
ونوارس الوسم تغدر بأغنيات المطر؟؟
في التسعينيات الميلادية أطلق الشاعر الجميل منصور عوض الجهني سؤال الكتابة ذات شعر ووجع:
( لمن نكتب قصائدنا
في هذه المدن الحجرية
لمن نطلق عصافير الفرح)
ورغم الدلالات التي تحضر في كلمات الشاعر، ورغم قسوة السؤال، إلا أن هذا الهاجس يفتش عن أجوبة في الطرقات وفوق الحوائط الباردة؛ لكنه أثناء بحثه ونهمه في التفتيش عن الأجوبة يعثر على أسئلة جديدة..
كما أنه يقبض على أجوبة أخرى لسؤال الكتابة العريض..والكتابة في كل جنس أدبي تجد لها خصائصها وسماتها..
هي (أداة جميلة للمعرفة والمتعة إنها تجعلنا أكثر إدراكا وأكثر إحساسا بكل ما حولنا)، واليوم في ظل العالم الرقمي والثورة الاتصالية الحديثة تبقى الكتابة حاضرة بكافة أطيافها، ويبقى سؤال الكتابة يفتش عن أجوبة؟؟
غير أن أدوات الكتابة اختلفت نوعا ما وطالتها يد التغيير، فلم يعد القلم صديق الكاتب ذلك ينساب ويتمدد فوق بياض الصفحات ويحيل بياضها إلى شيء من الزرقة حينا ومن السواد المتسق أحيانا أخرى..
لم يعد ذلك القلم يمارس الكتابة والمحو في علاقة حميمية مع الكاتب، فجاءت لوحة المفاتيح الخاصة في الأجهزة المحمولة والأجهزة الذكية، وقبلها جاءت لوحة (الكيبورد والماوس) لتصبح صديقة جديدة فينساق الكاتب خلفها ملبيا جاذبيتها الجديدة.
وبالطبع هي ليست بديلة نهائية للقلم، لكنها اختطفته من يد الكاتب لتعلن منافستها له.وندرك أنها لا تلغيه بالتأكيد..
ونجد الكثير من الكتاب والمشتغلين في الكتابة الأدبية وغير الأدبية في المجالات الأخرى نجد أن عددا منهم ما زالوا على صلة حميمية بالصديق بالقلم، ولم تستطع تلك اللوحات الرقمية اختطافهم باتجاهها، لكنها ساعدتهم في تسويق منتجاتهم الإبداعية عبر اللغة الذكية في تلك الأجهزة الحديثة.
ويجب أن نسلم بأننا أمام كاتب رقمي جديد. تقول الدكتورة زهور كرام في كتابها الجديد (الأدب الرقمي أسئلة ثقافية وتأملات مفاهيمية): إن الكتابة الرقمية لا تقدم صورة جامدة، إنما لها القدرة على التشكل وإغناء النص وتفعيله، ومنحه أكثر من مستوى تلق، ومراوغة المتلقي..
كما تطرح العديد من المزايا والقدرة على التأثير للأدب الرقمي.قبل ليالٍ كنت في مسامرة مع الصديق الدكتور محمد الدوسري والصديق الروائي علوان السهيمي، وكان الحديث حول الكتابة والقطيعة الجديدة مع القلم،
ولم يكن الحديث عن علاقة الكاتب مع القلم وحسب، بل ناقشنا تأثير تلك القطيعة على النشء والذي صار صديقا للعالم الرقمي اليوم، ولا يستخدم القلم إلا قليلا حتى في الاختبارات التحصيلية والاختبارات الأخرى صار القلم لتظليل الإجابة الصحيحة في الاختيار من متعدد بينما الكتابة معطلة. وأخيرا أعود لسؤال الكتابة أقول إن العالم اليوم في زمن القرية الكونية، أو لنقل الصالون الكوني،
صار أكثر قربا من ذي قبل رغم اتساع الفجوات على أصعدة أخرى،
فللشاعر أن يكتب، وللكاتب أن يطلق منتجه الأدبي الرقمي وكتابه الإلكتروني وتغريداته الأدبية.. وما إلى ذلك، فلم تعد المدن حجرية، بل أصبحت رقمية اتصالية تحتفي بصوت الكاتب، وتجيب على أسئلة الكتابة، وللكاتب أن يكتب للإنسان وللمكان وللأجيال وللحب وللعصافير وللفرح المنتظر.. وسيبقى أيضا للقلم خصوصيته الأخاذة والتي ستظل على قيد الحياة.
ورقة أخيرة:
وكيف أرتل حبك
ونوارس الوسم تغدر بأغنيات المطر؟؟