الهجوم الشرس على الكاتب عبده خال من قبل البعض من خلال التعليقات على المقال المنشور في عدد 4357 من هذه الصحيفة، تحت عنوان (ريحونا من عمل المرأة) ما هو إلا حالة يأس وانهزامية من فئة باتت تستشعـر العزلة عن بقية أفراد المجتمع بعـد أن فقـدت الغطاء الذي كانت تتدثر به في ممارساتها الاسـتفزازية لمن هم نخبة هذه الأمة من مثقفين وكتاب وطنيين، بعـد أن تم تقنين عملية الاحتساب وحصرها في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. إن المزايدة على الدين واستخدامه كعصا لترهيب المجتمع وفرض العضلات من قبل فئة تحاول تطويع الدين وفق مفهومها الأحادي والضيق، وتكرار تجاوزاتها للتعليمات الرسمية والصريحـة في هذا الشأن قـد تكون له انعكاسـات سـلبية خطيرة على المدى البعيـد ربما تؤدي إلى إشاعـة الفوضى داخل المجتمع.
هذه الفئة هي التي قال عنها معالي الرئيس العام لجهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (إن هناك فئة تحاول أن يبقى جهاز الهيئة يدا باطشة متسلطة لا تسير على المنهج النبوي، وإنما تتخذ منهج أبي لهب وجهيمان مسلكا ومسارا وأنه ليس لها هم سوى النيل من الآخرين، مشيرا إلى أن مهاجمتهم للهيئة وقيادتها جاءت لتضرر مصالحهم وأهوائهم، ولذلك يسعون لزعـزعة أمن واستقرار هذا الوطن، وأنهم يريدون أن تكون الهيئة أداة متسلطة لقمع الناس).
من الواضح تماما أن هؤلاء من نصبوا أنفسهم أوصياء على عباد الله دون أي وجه حق، ومحاربتهم لأي فكر تنويري، وممارسة سلوكيات أقل ما يمكن وصفها بأنها همجية ولا تتماشى وروح العصر، هم في الواقع فئة لا تريد للوطن خـيرا، وتحاول عرقلة وإجهاض كل ما من شأنه الارتقاء وتقـدم الوطن. ولا أحسبها بأنها سوف تتراجع عن ممارسة تلك السلوكيات التي تمس المواطن في إنسانيته وكرامته ما لم يتم تفعيـل قرار حصر مهمـة الاحتساب في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، باعتبارها الجهة الرسمية والمناط بها مهمة الاحتساب، وأن أي تجاوز من أية جهة كانت يجب مواجهتة بكل حـزم وإصـرار حفـاظا على كرامة الوطن والمواطن.