-A +A
محمد داوود (جدة)
كشفت لـ «عكاظ» المتخصصة في علم الفيروسات الممرضة والجزيئية عضوة هيئة التدريس بجامعة طيبة وعضوة الجمعية الأمريكية للفيروسات وأمراض الكبد وعضوة هيئة تحرير مجلة «العلوم الأوروبية» الدكتورة إلهام طلعت قطان، أن قصة «كورونا» بدأت في فبراير 2003 عندما أبلغ الدكتور كارلو أورباني في مستشفى فيتنام، منظمة الصحة العالمية عن انتشار فيروس يسبب متلازمة تنفسية حادة مع حالات وفاة.
وقالت، «تمت آنذاك دراسة الحالات على النطاق المعني، مع دراسة التوزيع الجغرافي لتحديد سبب المرض، والتحذير من السفر والحجر الصحي للحد من انتشاره، كما لعبت الصحافة والمجلات العلمية دورا في توزيع المعلومات حول هذه المتلازمة للجمهور وتوفير المنشورات العلمية، فيما تم اكتشاف أن الفيروس المسبب لهذه المتلازمة يمكن عزله من الرئتين للمرضى ومن البلغم أيضا، ثم باستخدام المجهر الإلكتروني مع الجهاز التضاعفي، تم تعريفه على أنه الفيروس التاجي كورونا».

وأشارت الدكتورة قطان إلى أن الأنواع المختلفة من الفيروسات التاجية كانت معروفة آنذاك على أنها سبب في 15-30 في المائة من حالات نزلات البرد التاجية وهي أكثر شيوعا في فصل الشتاء، وأظهرت الدراسات القديمة أن المرضى المصابين بالكورونا نادرا ما تسبب في عدوى الجهاز التنفسي السفلي، غير أن الكورونا المتحورة والمندمجة مع مثيلاتها داخل العائلة تعتبر أشد فتكا من السلالة الأمية.
وبينت أن الأمصال البشرية التي تم جمعها واختبارها تشير إلى أنها لا تحتوي على الأجسام المضادة الموجهة ضد هذا الفيروس، ما يدل على أنه تحور جديد للتاجي على البشر، مضيفة أن الانتقال إلى البشر عن طريق هذا النوع من التحور على الحيوان أو عن طريق إعادة التركيب بين عدة كورونات بشرية أو حيوانية يجعل الفيروس الناشئ شديد الخطورة ويمتلك صفات تجمع بين الأنواع المتحور منها إضافة إلى شراسة فتاكة، وبالتالي فشل الجهاز المناعي للتعرف والقضاء عليه، ما يؤكد أهمية الحاجة لإجراء دراسات على الأمصال البشرية في المنطقة التي تفشى فيها المرض لتأكيد هذا الاستنتاج وهذا الطرح.
وأكدت أن الكورونات التاجية التي ظهرت في الشرق الأوسط وشكلت تهديدا على الصحة العامة على الصعيد العالمي من شأنها في نهاية الأمر أن تشكل إلهاما للباحثين والمسؤولين في مجال الصحة لإيجاد الحلول لمكافحة تفشيه في المجتمعات، كما أن المعرفة الجيدة ودراسة التوزيع الجغرافي للأنواع والسلالات مهم جدا، حيث إن الفيروس قد يظهر انتشارا محدودا على الأقل من شخص لآخر على النطاق الجغرافي.
وشددت الدكتورة قطان على ضرورة توعية المجتمع وتثقيفه صحيا وتوضيح كيفية الوقاية للحيلولة دون انتشار المرض، مع الأخذ في الاعتبار وضع استراتيجيات لمحاولة تعقب المرض والاتصال بالأهالي والبحث معهم عن الأعراض وإجراء الاختبار للكشف عن الفيروس، وعزل المصابين في محاولة لوقف انتشاره.