-A +A
تماضر الرحيلي (جدة)
روت الشابة رها محرق قاهرة قمة جبل إيفرست تفاصيل رحلة الشهرين واللحظات الحرجة التي واجهتها قبل أن تحقق انجازها الذي رفعت من خلاله اسم المملكة عاليا، باعتبارها أول فتاة سعودية تقدم على مغامرة كهذه تكتنفها الكثير من المخاطر التي تجاوزتها بقوة الإرادة والتصميم على الوصول الى الهدف الذي وضعته نصب عينيها منذ وقت بعيد.
وتحدثت رها لـ«عكاظ» التي التقتها في منزل والدها حسن محرق في جدة أمس في اليوم التالي لوصولها الى المملكة عن الأخطار التي أجبرت بعض المشاركين في الصعود الى أعلى قمة في العالم على الاستسلام والتراجع عن اكمال المشوار بينما ظلت هي صامدة حتى النهاية.


وقالت عن بداية الاستعدادات للرحلة التي ستظل بكل حلوها ومرها راسخة في ذاكرتها: قبل 15 شهرا بدأت التدريب الذاتي مدركة أن تسلق جبل ايفرست لن يكون رحلة سهلة بقدر ما فيها من إمتاع المجازفة والمغامرة. وأضافت قسوت على نفسي كثيرا في التدريبات التي كنت أقوم بها بمفردي وبجهد ذاتي من خلال البحث في المواقع الرياضية على شبكة الانترنت لترويض عضلات جسمي لتساعدني في مهمتي. وتنقلت بين رياضات ركوب الخيل والاسكواش والكرة الطائرة والجري والمشي. وبين كل فترة وأخرى كنت أسافر لتسلق جبل لأنه من الضروري معرفة التعامل الواقعي مع الجبال والثلج والطقس وصعوبات التسلق.
وتابعت رها في البداية تسلقت جبل كلمينجارو الذي يعتبر أعلى قمة في قارة إفريقيا. فقد سمعت من احدى صديقاتي عن مجموعة من متسلقي الجبال يستعدون لتسلق ذلك الجبل وانضممنا اليهم وحققنا هدفنا ثم تسلقنا جبلا آخر لكنني أكملت المشوار لوحدي بعد انشغال صديقتي بترتيبات زفافها.
وعن أصعب اللحظات التي واجهتها وفكرت فيها في الاستسلام، قالت رها في العادة عندما أريد تحقيق هدف ما أكون مندفعة نحوه وأحاول بقدر المستطاع الوصول اليه ولا استسلم الا في حال وجود خطر على حياتي. ولله الحمد لم أشعر بخطر خلال الشهرين اللذين كنت استعد فيهما لتسلق قمة ايفرست رغم الصعوبات النفسية والوعكات الصحية والإرهاق الصحي. وأضافت كان لقوة الارادة دور مهم في مواصلتي للمشوار، لافتة الى أن تواصلها مع أفراد المجموعة التي تضم أربعة عرب و11 أجنبيا كان يساهم في دعمها معنويا.
وأشارت الى أن طبيعة طقس المملكة كانت عاملا مساعدا لها، قائلة عندما تسطع الشمس على سفح جبل ايفرست وتعكس الثلوج أشعتها علينا كنت استمتع بذلك رغم تضجر باقي أفراد المجموعة من الحر الذي تسببه. وحينما تغيب الشمس يصبح البرد قارسا. وتفيد في ذلك التدريبات على طريقة الاهتمام بأصابع اليدين والقدمين للحفاظ عليهما بعدم خلع القفازات خاصة أثناء هبوب الرياح وتغيير قطعة تدفئة داخلية بعد ساعات من استخدامها وعدم الامساك بادوات مصنوعة من الحديد وتهوية الحذاء كل يوم.
وأبانت أنها كانت تحمل معها أربع حقائب كبيرة إذ أن الرحلة تتيح وجود أشخاص يحملونها بخلاف الرحلات الأخرى. وقد عبأت إحداها بأنواع متنوعة من المناديل المعطرة لقلة الأيام المتاحة للاستحمام. وأضافت لم يكن الصعود دفعة واحدة بل كنا نصعد إلى نقطة معينة ثم نخيم فيها ليومين ومن ثم ننزل إلى النقطة الأولى مرة أخرى بهدف تعويد الجسم على التعايش في ارتفاع معين وزيادة كريات الدم الحمراء للحصول على المزيد من الاكسجين. ولكل مخيم نوعيات من الطبخ والوجبات. وكنت أتناول التمر الذي أحمله معي.
وحول أخطار التجربة قالت رها في كل يوم كنا نواجه أخطارا جديدة حيث إن هناك أخاديد في الجبل مغطاة بالثلج قد يسقط بها أي متسلق وهي كبيرة وعميقة للغاية ومخيفة. ومات بسببها أشخاص هذا العام، بالإضافة إلى تساقط الأحجار والثلج واحتمال الاصابة بماء الرئة من الارتفاع، موضحة أن ثلاثة من أفراد المجموعة استسلموا لأسباب صحية.
وعن تسجيل ذكرياتها عن الرحلة قالت إن والدها اعطاها دفتر ملاحظات وطلب منها كتابة صفحة كل يوم عن الرحلة وهو ما فعلته.
وحول الانتقادات التي وجهها لها البعض قالت أقول لمن ينتقدني «أخبرني ماذا قدمت أنت لتصحيح فكرة العالم عن مجتمعنا ووطنا الغالي؟».