-A +A
هاشم الجحدلـــي
من منا لا يعرف قوقل؟
بل، ومن منا يتجرأ ويدعي أنه لم يستخدم ولم يستفد من قوقل؟

لا أحد تقريبا..
استدعيت هذه الأسئلة أو التساؤلات وأنا أتابع احتفاء موقع قوقل، أمس، بذكرى ولادة عالم الأحياء الألماني الشهير يوليوس ريتشارد بتري مخترع لوحة أو علبة بتري لاستنساخ البكتيريا من الخلية الواحدة.
أكثر من 115 عاما مرت على هذا الاختراع، ولم يتطور إلا قليلا، وما زال هو حجر الزاوية في المعامل والمختبرات.
وما زال العلماء والباحثون القابعون في أكبر المختبرات لدراسة الفيروسات والميكروبات والجراثيم الجديدة يستخدمونه للبحث والتحليل والاكتشاف.
بل إن العلماء المنكبين للبحث عن مضاد شافٍ ضد كورونا يعتبرونه الأداة الأولى لهم، كما أظن وأعتقد، وبعض الظن إثم، وليس كله على أي حال.
ولكن إذا استطردنا واستعدنا الحديث عن قوقل من بوابة بتري والاحتفاء به، فإن قوقل ــ في حد ذاته ــ إضافة خيالية للبحث في العالم..
يستخدمه الجميع الأطفال والعلماء والأدباء والجواسيس والخبراء وكبار السن.
الذي يريد معرفة كتاب جديد وأين صدر وأين يباع.. والذي يريد أن يبحث عن أحدث ألعاب سوني بلايستيشن.. والذي يريد البحث عن أصوله الضائعة في متاهة التاريخ أو منافي الجغرافيا.. والذي يريد أن يرصد حركة الغناء في أقاصي بولندا أو أحراش الموزنبيق.. والذي يريد أن يعرف كيف كانت بداية نيمار قبل أن يختطفه برشلونة.. والذي يريد أن يعرف كم عدد سكان سيبيريا في القرن التاسع عشر..
أسئلة كثيرة وكبيرة وهائلة ستجد أن قوقل يجيبك عنها في ثوان، هل كان هناك من يتوقع هذا.. حتى أن مبادرات الآلة الحاسبة ستبدو الآن أقل إدهاشا من إنجازات قوقل.
ولكن، ما الذي سيبقى ويضيفه لنا.. بعد أن قدم لنا الحاضر والماضي.. لم يبق إلا أن يستشرف ماذا سيحدث في المستقبل؟.