قال مساعد محافظ التأمينات الاجتماعية إن سجلاتهم كشفت حالات تلاعب من أرباب العمل وما يقدمونه من معلومات، منها ألفا طبيب غير سعوديين تقل رواتبهم عن 500 ريال، وعشرة آلاف آخرين يتقاضون أجورا شهرية لا تتجاوز ألفي ريال، إلى جانب نماذج أخرى من حيل التلاعب على الأنظمة والتهرب من تسجل العاملين في سجلات المؤسسة بأرقام حقيقية.
وكشف في حديثه لـ «عكاظ»، الخميس الماضي، عن أنواع من «لعبة» القط والفأر ودروب المراوغة وفنون التحايل التي تتبعها بعض المنشآت لابتكار الأساليب؛ من أجل الالتفاف على القوانين والأنظمة، وما تطوره المؤسسة من إجراءات الفحص والتثبت لمواجهة هذه الأساليب والحيل ووضع الضوابط المساعدة على التعامل معها، وتوعية الأطراف المستفيدة بأهمية الالتزام بالأنظمة وخطورة الأضرار المترتبة على تجاوزها.
وبصراحة، لا أحد يتوقع أن تتوقف محاولات الناس في أن يتخلصوا من أي تكاليف مادية يمكنهم التحلل منها، فهذه طبيعة البشر المجبولين على حب الاستزادة وكره نقص ما لديهم. وسيبقى اختلاف الأفراد وتفاوتهم في احترام الأنظمة والتزامهم بها طوعيا راجعا إلى وعيهم وضمائرهم وتقديرهم لأهمية الالتزام بالنظام. وهذا النوع من الناس تؤثر فيه برامج التوعية ومخاطبة الضمائر، لكن هناك صنف آخر لا يردعه إلا تطبيق النظام بصرامة وعدل وموضوعية.
لكن الملفت في ما قاله مساعد المحافظ هو أن بعض التحايل يبدو مضحكا وغبيا وغير مقبول، بل لا يمكن تصديقه، فكيف يعقل أن يقبل موظف التأمينات محاولة تسجيل طبيب براتب 500 ريال (!!!).. شيء غير منطقي، وبالتالي لا يعقل أن يكون أساسا تبنى عليه إجراءات التسجيل حتى تصل إلى سجلات المؤسسة لتكتشفه في ما بعد!.
ماذا يعني هذا ؟. هل الموظف الذي استقبل البيانات المقدمة لا يعرف أنه لا يوجد طبيب في هذا البلد يعمل براتب 500 ريال؟، أم أن الأنظمة لا تجعل حدا أدنى لرواتب الأطباء ومن في حكمهم؟.
يا تأمينات، ابحثوا عن الخلل قبل البحث عن الحل في ضمائر البشر.