-A +A
احمد عائل فقيهي
هناك من الناس من يميل إلى عقد المقارنات في النقاشات والحوارات التي تجري في المجالس أحيانا التي عادة ما تذهب - أي هذه المقارنات - إلى حد التجديف والانحراف.
علميا ومهنيا لا يمكن المقارنة بين شخص وآخر إلا داخل مجال معين وميدان بعينه، بين قدرات ومواهب هذا المبدع وذاك المبدع أو هذا العالم أو وذاك العالم أو هذا المثقف أو ذاك المثقف كأن تقارن بين ناقد وآخر أو روائي وآخر وشاعر وآخر وفنان وآخر.
هكذا يمكن أن تتحقق المقارنات في حجم الإنجاز والإضافة والتميز الذي يقدمه الفرد في تخصصه والحقل الذي ينتمي إليه ويعمل فيه.
أما أن تأتي المقارنة بين المثقف والمفكر وأستاذ الجامعة والعالم والفنان مع لاعب الكرة فهذه المقارنة خطأ من الأساس ولا يمكنها أن تستند على قاعدة علمية ومنهجية ومهنية ولا يمكنها بالتالي أن تكون ذات قيمة وجدوى ومعنى.
ثمة من يسأل هذا السؤال دائما أيهما أهم المثقف والمفكر وأستاذ الجامعة أم لاعب الكرة ولماذا اللاعب يحصل على الملايين فيما يحصل المثقف والمفكر وأستاذ الجامعة على الفتات.
وهو سؤال قد يراه البعض ساذجا وغير مقبول وقد يراه البعض مشروعا ومقبولا وقابل للنقاش والحوار والمحاجة والاختلاف لا الخلاف.
تأتي المقارنة بين أستاذ الجامعة والمثقف والمفكر ولاعب الكرة من باب الحسد والتحامل وكثير من الأحيان ومن خلال طرح السؤال الدائم والمستمر لماذا يحصل لاعب الكرة.. وهو في الغالب غير متعلم وغير مثقف وربما كان أميا على كل هذه الامتيازات والاستحقاقات المالية والإعلامية والاجتماعية والنجومية والأضواء والشهرة فيما من هو أهم وأكثر قيمة.. علميا وثقافيا ومعرفيا بعيد عن الأضواء والنجومية وأقل حظوة وحظا أيضا وهو ما يراه الكثير من فئات المجتمع وشرائحه ومختلف طبقاته بأنه ناتج عن خلل حقيقي وأن الهرم مقلوب في المجتمع وأن ثمة عطبا في تراتبية هذا المجتمع.
وتستمر المقارنات التي لا تقدم جديدا ولا تجدي نفعا ولا يمكنها أن تحقق شيء على الإطلاق.
مع التسليم بأن الاحتفاء والاحتفال بلاعب الكرة ليس ظاهرة محلية وضمن الخصوصية السعودية إنها ظاهرة عالمية.. أستاذ الجامعة والمثقف والمفكر شيء ولاعب الكرة شيء آخر.. وكلاهما يؤدي دوره ومن موقعه و«خانته» أيضا.

a_faqehi@hotmail.com




للتواصل أرسل sms إلى 88548
الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701
زين تبدأ بالرمز 203 مسافة ثم الرسالة