-A +A
فيصل الطويهر (الرياض)
هل سمعتم «بالدرباوية».. يبدو الاسم مثيرا للوهلة الأولى.. لا تجزعوا ربما يكون الأمر مريبا لكن لابد أن نتعرف عليهم. «عكاظ» تفتح هدا الملف الساخن، إنهم نمط جديد من شباب اليوم يشقون قيما جديدا لا تشبه قيمنا ولا تمت للإسلام ولا الموروث بصلة.
هي ظاهرة شبابية ظهرت أخيرا في شوارع العاصمة، تعنى باهتمام الشباب بالموروث الشعبي بطريقة خاطئة، تحت نفق مظلم دامس، لهم طقوسهم المعينة وتقليعاتهم المريبة.. أماكنهم الخاصة.

ولعل الاطلاع على طقوسهم يوصلك إلى طبيعة هذا الفكر الدخيل على المجتمع السعودي، والذي يأتي من أهمها التفحيط «لعبة الموت»، حيث يجتمعون في مكان معيّن ويمارسون تلك الهواية بطريقة مختلفة. كما أن لهم عبارات ومفردات تنم عن ثقافتهم وعقليتهم مثل: تورطنا .. أمرك غريب .. عداك العيب.. عطها يا شنب ..كما أن للباسهم طريقة خاصة بهم فدائماً ما يفضلون الملابس (المتسخة والقديمة) كما أن هناك طريقة معينة في لبس الأشمغة وتكون على طريقة اللثام أو العصبة أو (بنت البكار).
يعشقون الاستعراض بسياراتهم والتي دائماً ما تكون من نوع (داتسون) والتي تتميز بتنزيل مقدمتها وتلميع الإطارات بالإضافة لتغطية الزجاج الخلفي بوسادة عريضة يُكتب عليها لقب الشخص أو رمز القبيلة، وتأخد سياراتهم طابعا خاصا بالألوان الغريبة منها الأحمر والبرتغالي والأصفر حتى يلفتوا الأنظار إليها.
يفضل الدرباوية سماع الأغاني الشعبية المسرّعة، الطريف في الموضوع أنهم لا يحبذون سوى المشروبات الغازية الحارة.
«عكاظ» تغلغلت داخل أروقة هذه الفئة ولخصت معاناتهم في التقرير التالي:
أوضح عبدالله الشهري أن ما تشهده هذه الفئة من انتشار واسع في شوارع الرياض، إنما هو خطر قادم محتمل، خاصة أنهم شباب أعمارهم لا تتجاوز الـ23.
وأضاف: أوجه ندائي إلى أولياء الأمور والمربين وخطباء المساجد بتقديم النصح الكامل، وذلك بتبيين جرم ما تقدمه هذه الفئة والتي أصبح من أبسط جرائمها القتل، يجب أن يجدوا التوجيه الصحيح والرشد الواضح اليسير لأنهم سيشكلون خطرا قادما، وفي الحقيقة أن التفحيط في الرياض لم يندثر أو ينقطع إنما توجهت هذه الفئة إلى «الدرباوية» بعد أن سلّطت الأضواء عليهم».
أما فهد البدين والذي تمنى أن تقدم زيارات مجانية لتلك الفئة إلى المستشفيات ومراكز التأهيل حتى يتعظوا أو أن تقام الإرشادات الدعوية في شوارعهم وأماكن تجمعهم، لأنهم في الغالب شباب ومن السهل التأثير عليهم، فمن أثر عليهم وقادهم لهذه التقليعة الخطيرة من السهل التأثير عليهم، وتابع : «هم إخواننا وأبناء وطننا إذا لم نناصحهم ونقف معهم سنعود للوراء وقبل ذلك ستنتشر هذه الفئة أكثر فأكثر يجب أن يتكاتف الجميع وأن تقام الحملات الإعلامية كما أقيمت على التفحيط حتى يتحقق الهدف من توضيح الجانب المظلم في هذه الفئة والتي ليس هدفها التفحيط فحسب بل إن أهدافها معروفة لدى الجميع ولا تخفى عليكم».
وشدد عبدالحكيم الفضل أن من غير المعقول أن يعتقد البعض أن من أهداف «الدرباوية» التفحيط فحسب، بل إن هذا المجتمع يضم جميع المصائب والكوارث تحت سقف واحد، وهذا لا يدل على أن التفحيط لا يشكل خطورة بل إنه الخطر الدائم، وأضاف: «الدرباوية عواقبهم وخيمة وسلوكياتهم محرمة شرعاً مثل حمل السلاح والرمي والجرائم الأخلاقية التي تنتشر فيما بينهم بشكل واضح وعلني»، وتساءل الفضل عن دور الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية الذي لا نسمع سوى اسمها في المناسبات، فإذا كانت هناك جهة مخولّة في السيارات يجب أن تساهم في ترتيب وتنسيق وتوفير الأماكن المناسبة لممارسي هذه الهوايات.
وبدورنا نقلنا تلك الآراء إلى بطل السعودية لرياضة الراليات أحمد الشقاوي الذي نفى أن تنتمي هذه الممارسات إلى رياضة السيارات بشكلٍ عام، مؤكدا بأن ممارسات الشباب وطقوسهم المختلفة سواء التفحيط أو الدريفت عبر الميادين العامة لا تحتكم ولا تندرج ضمن الرياضة. وأضاف : «للأسف التفحيط أو الدرباوية بشكلٍ عام لم يكن ضررهم على العوام فحسب، بل نحن أبطال الرياضة تضررنا بحيث وصل إلى الناس المفهوم الخاطئ لرياضة السيارات، والتي هي تعتبر صاحبة الشعبية الثانية في العالم بعد كرة القدم». ونفى الشقاوي أن يكون الهدف من وراء تجمعات الشباب هو التفحيط أو ممارسة السرعة إنما هناك أمور نتنة تدور فيما بينهم مثل ترويج المخدرات وحمل السلاح والمضارات وغيرها مما يسوء المرء خلقه، وتمنى الشقاوي في ختام حديثه الضرب بيد من حديد وإقفال شوارع الرياض الخاصة بممارسة تلك الهوايات التي لم تحمل من ورائها سوى المشاكل.