-A +A
أحمد العفيفي (مكة المكرمة)
تسبب مشروع لإحدى الشركات الخرسانية في حي الزاهر في العاصمة المقدسة، بانتشار الأمراض الصدرية والربو بين السكان نتيجة تصاعد الغبار والأدخنة منه، خصوصا أنه يتوسط الحي ولا يبعد عن المنازل سوى أمتار قليلة، الأمر الذي دفع عددا من الاهالي للرحيل إلى أحياء أخرى.
«عكاظ» قصدت المكان والتقت عددا من الأهالي الذين تحدثوا عن معاناتهم مع هذا المشروع الذي هو عبارة عن معمل كبير، مطالبين الجهات المعنية بإبعاد هذا المشروع إلى خارج النطاق العمراني، وبالتالي إبعاد خطره المحدق بهم عنهم.


وقال ماهر المحمادي «اننا نعاني من هذا المشروع منذ سبع سنوات لقربه من منازل الحي، وكذلك لتصاعده الغبار والأدخنة من فوهاته، الامر الذي دفع أهالي الحي إلى المطالبة بنقله إلى خارج النطاق العمراني ولكن حتى الآن لم يتحقق شيئ مما وعدوا به». وأشار إلى أن الأمراض الصدرية انتشرت بشكل كبير بين أبناء الحي ما جعلهم يراجعون مستشفيات مكة بشكل دوري، محذرا من تفاقم معاناة الأهالي يوما بعد يوم استنادا إلى الزيادة الطردة لأعداد المصابين بالأمراض الصدرية، مبينا أن المشروع الصناعي يخنق أهالي الحي ويسبب لهم المخاطر بسبب التلوث البئي الذي ينتج عنه، ناهيك عن تلك الشاحنات التي تخرج من الخلاط لتخنق شوارع الحي وتتسبب بإرباكات مرورية وتكدس السيارات في الشوارع خصوصا في أوقات الذروة.
من جانبه قال متعب الحسني «استبشرت خيرا عندما شيدت منزلي في حي الزاهر، ولكن هذا الخلاط شكل لي هاجسا كبيرا بعد إصابة ابني بمرض الربو ما يضطرني للذهاب به إلى المستشفى بشكل دوري، وهناك تقارير صحية بذلك». وأضاف أن هذا الأمر جعله يتحسر على تشييد منزله الذي كلفه عشرات الاف الريالات وهو يفكر الآن في أن يشد الرحال والانتقال إلى حي آخر خال من التلوث البيئي. وأشار إلى أن أكبر المتضررين هم الأطفال وكبار السن وكذلك مصابي الربو والأمراض الصدرية، خصوصا أن الأدخنة المتصاعدة من فوهات الخلاط تبدأ من الصباح الباكر وتستمر طيلة اليوم الامر الذي يتسبب في كتم أنفاس أهل الحي.
«عكاظ» نقلت شكاوى الأهالي إلى أمانة العاصمة المقدسة حيث أوضح مدير الإعلام والنشر في الأمانة أسامة الزيتوني أن الأمانة تقوم حاليا بإجراء دراسة لحصر كل مواقع المصانع والورش وأحواش السكراب الموجودة في نطاق البلديات الفرعية، وذلك تمهيدا لنقلها خارج النطاق العمراني، نظرا لما تخلفه من أضرار على سكان الأحياء وتتسبب في نشر الأتربة والغبار، ناهيك عن الأصوات التي تصدرها مسببة الازعاج والقلق للأهالي.
وأضاف أن الأمانة تقدمت ضمن مشروع إعداد المخطط الإرشادي لمكة المكرمة حتى العام 1450هـ، باقتراح أربع مناطق رئيسية جديدة للورش والمستودعات والصناعات الخفيفة والمتوسطة وتم توزيعها قرب المحاور الرئيسية (مداخل مكة المكرمة) لسهولة الحركة بحيث تخدم كامل نطاق مكة المكرمة، مشيرا الى انه سيتم توطين هذه الصناعات فيها حال تنفيذها على الطبيعة.


المخطط الإرشادي


أكد أسامة الزيتوني مدير الإعلام والنشر بأمانة العاصمة المقدسة أن المخطط الإرشادي وتوطين الصناعات في مناطقه، سيخدم كثيرا من الأهالي وأصحاب الورش والمصانع لتأمين المكان المناسب لهم لممارسة اعمالهم على الوجه الأكمل دون التسبب في ضرر من حولهم.