-A +A
خالد بن علي القرني
لا أعتقد أن هناك من يجهل قيمة الأدب وفنونه الرفيعة، سواء أكانت شعرا أو نثرا أو قصة أو رواية أو مقالة أدبية، ودوره الفاعل في تنمية ثقافة ووعي الشعوب والارتقاء بها، والملاحظ في السنوات الأخيرة ظهور بعض الإنتاج الأدبي، وبخاصة الشعر والقصة والرواية، به بعض الإسقاطات أو الإيماءات إلى بعض الأمور التي تنافي القيم الأخلاقية وتخدش الحياء، وكأن الإبداع ــ في نظر البعض ــ لا يكون إلا بالخروج عن المألوف وضرب القيم والتعدي على الأخلاق، حتى رأينا من يتجاوز على الذات الإلهية ويتجاوز في حق جناب الحبيب المصطفى ــ صلى الله عليه وسلم ــ ويتجاسر على رد السنة النبوية المطهرة وكتب الصحاح، والحقيقة أننا لا نعلم ما الهدف الذي يسعى إليه هؤلاء، هل هو التغريب، أم الجهل الذي لا يعذر فيه المسلم، أم هو البحث عن الشهرة ولو بمخالفة الحق، لا نعلم ما هو هدف هؤلاء بالتحديد، ولكن الذي نعلمه وندركه بوضوح أن المجتمع بحاجة إلى أدب هادف واقعي، أدب طموح يشحذ الهمم ويرتقي بالذائقة يلمس فيه بوضوح أرقى معاني العفة والقيم، متماشيا مع قيمنا الأخلاقية النابعة من مبادئ ديننا الحنيف. ولعلي أورد موقفا رأيته شخصيا خلال حضوري في إحدى المؤسسات الثقافية لدينا في فترة ماضية لمتابعة إحدى الأمسيات الثقافية لبعض الإخوة والأخوات من شبابنا، وقد أتيح لهم الإنتاج الأدبي، والحقيقة أنني اندهشت جدا، وكانت صدمتي كبيرة، حيث استوقفتني العديد من الملاحظات الهامة التي تقدح في أدبنا وتشوه وجهه الوضاء وتعكس عن ثقافتنا فكرة مغلوطة ممسوخة ــ للأسف الشديد ــ لم نكن نتصورها أو نتوقعها، ومن هذه الملاحظات ــ على سبيل المثال لا الحصر ــ الضعف اللغوي الفاحش الذي لا يعذر المرء به، خصوصا من تصدر للحديث والإلقاء على الناس، كذلك الجرأة على الإشارة إلى بعض الأمور المنافية لقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا المنبثقة من ديننا الإسلامي الحنيف، إضافة إلى شبه انعدام بعض الأسس الفنية التي يستلزمها العمل الأدبي، إلى غير ذلك من الملاحظات، وقد كان بجواري بعض الأكاديميين من الضيوف ببلادنا دخلوا في موجة من الضحك الهستيري، قائلين: هل هذا أدبكم وثقافتكم؟!! بشيء من العجب والغرابة، وبالتالي نحن لا نستغرب عندما يأخذ البعض فكرة غير إيجابية عن الثقافة أو الأدب لدينا، والحقيقة أنني ما زلت أجهل من المستفيد من خروج شيء من نتاجنا وإبداعنا الأدبي والثقافي بهذا الشكل غير المرضي، وأملنا كبير في جامعاتنا ومؤسساتنا الثقافية في محاولة استدراك مثل هذه الظواهر وعلاجها بالطريقة المناسبة.
خاتمة
قال الشاعر:
لقد هزلت حتى بدا من هزالها
كلاها وحتى استامها كل مفلسٍ
* أكاديمي سعودي
\

Alqarni1978@yahoo.com