-A +A
محمد مشهور الأيداء (العلا)
ما كاد الصيف يفتح أبوابه حتى بدأت هواجس أهالي محافظة العلا مع انقطاعات التيار الكهربائي والذي أصبح بمثابة هم يومي يطارد سكان المحافظة. وأجمع عدد من المواطنين في العلا أن المحافظة تعيش في موسم الصيف في كل عام في قبضة الظلام، نظرا لانقطاع التيار والذي يكلفهم كثيرا، خاصة وأنه يعرقل مصالحهم ويؤدي إلى تكبدهم إصلاح الأجهزة الكهربائية التي تتعطل بسبب انقطاع التيار وعودته بقوة، دعين في نفس الوقت إدارة كهرباء المدينة المنورة بوضع خطة لتجنبهم انقطاع التيار الكهربائي.


وتابع الأهالي؛ إن موسم الصيف في محافظة العلا وقراها يمثل كابوسا يرخي بظلاله على حياة المواطنين بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي الذي يتجاوز 10 مرات أسبوعيا وست ساعات في اليوم، خاصة في مركز مغيراء على سبيل المثال التابع للمحافظه والذي يربو سكانه على 10 آلاف نسمة.
وبين الأهالي المتضررون من انقطاع التيار أن الانقطاع المستمر للكهرباء تسبب في تعطل الأجهزة الكهربائية للمواطنين من مكيفات وثلاجات وغسالات وتلفزيونات إلى غيرها من الأجهزة وألحق بهم خسائر مادية تفوق قدراتهم.
واستطرد أهالي العلا: إن انقطاعات التيار في الصيف ليست وليدة اليوم وإنما بمثابة مسلسل اعتادوا عليه منذ عدة سنوات وإن الضرورة تقتضي تخليصهم من هذا الكابوس حسب وصفهم والذي أصبح بمثابة هم ثقيل في موسم الصيف.
«عكاظ» وقفت على معاناة المواطنين، حيث تحدث محمد غريب من سكان الحجر بقوله«معاناتنا مع الانقطاع المستمر للكهرباء بدأت منذ سنوات طويلة ومستمرة حتى تاريخه، خاصه في الصيف ولك أن تتخيل أن هذا الانقطاع تسبب في خراب «الغطاسات» في مزارعنا، إذ تفوق قيمة الغطاس الواحد 11000 الف ريال، إضافه لخراب المكيفات والثلاجات وأغلبنا لا يوجد له دخل سوى راتب التقاعد الذي لايفي بمتطلبات الأسرة. وأضاف غريب بقوله: سبق أن تقدم الأهالي بالعديد من الشكاوى للمسؤولين في المحافظه كان آخرها الأسبوع الماضي، ونتمنى أن تحظى هذه الشكاوى بالاهتمام بعيدا عن المكاتبات الروتينية بين الأجهزه ذات العلاقه والتي باتت مألوفة لدى شركة الكهرباء.
من جهته أوضح عبدالله طحيمر من مغيراء بقولة «حسب علمي أن هناك 80 مولدا كهربائيا لتوليد الكهرباء في العلا وهي مولدات قديمة ومستأجرة تستهلك ربما 200 ألف لتر من الديزل يوميا وهي مدعومة من الدولة.
وتابع نسمع كثيرا خطط الربط الكهربائي في العلا ولكن لا نشاهد شيئا على أرض الواقع، ونحن نعاني منذ عدة سنوات مع انقطاعات الكهرباء، وفي مغيراء تنقطع الكهرباء يوميا بل في معظم الأيام تنقطع مرتين وثلاث ويستمر الانقطاع في كل مرة نحو ست ساعات. وتابع طحيمر بقوله «الشيء الغريب أن الكهرباء تنقطع في عز الظهر قرابة الساعة الثانية ظهرا ولك أن تتخيل وضعنا مع حرارة الجو علما بأنه ليس هناك سبب واضح لانقطاع التيار بسبب الحفريات أو برامج الصيانة الدورية وإنما أتصور أن ذلك ناتج عن الاهمال. واستطرد طحيمر، إن الانقطاع أصبح بمثابة مسلسل يومي في كل صيف ومنذ سنوات طويلة، لا تسعى شركة الكهرباء لعلاج هذه المشكلة.
وفي نفس السياق أوضح مرضي سليمان من مغيراء بقوله «المشكلة تتجاوز الانقطاع المستمر للكهرباء إلى عدم الاستماع لنا والتلاعب بإيصال التيار، موضحا أن هناك الكثير من الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى يتضررون من الانقطاع اليومي للكهرباء.
واستطرد بقوله: إن أحفاده الأيتام تبرع بعض أصحاب الأيادي البيضاء ببناء منزل لهم ومنذ سنة ونصف وللأسف تقدمنا لإدخال التيار إلى منزل الأيتام ولكن الكهرباء امتنعت عن تزويدهم بالتيار رغم أن عمود الكهرباء يقع بجوار جدار المنزل، حيث لم تراع الشركة ظروف الأيتام.
من جانبه أوضح كل من موسى الضميني وصالح الجريدي من مغيراء بقولهما «سمعنا أن هناك مكاتبات لإيصال الكهرباء منذ فترة طويلة و رغم ما يعيشه الوطن من تطور ورخاء وما وصلت إليه المملكة لازلنا محرومين من خدمة الكهرباء حتى هذه اللحظة ونعتمد على مولدات على حسابنا الخاص، لذا نتمنى من شركة الكهرباء الاتستعجال في ربط العلا بالكهرباء حتى نرتاح من بعبع الصيف الذي يطاردنا في كل موسم.
وقال الحلو إبراهيم من العذيب «شيدت منزلا على أرض ولدت فيها قبل 48 سنة وواجهت العقبات وعدم التجاوب من المسؤولين لإيصال الكهرباء، موضحا أن بعض المنازل في المجمعات السكنية الآهلة بالسكان لم يصلها التيار، بينما نجد أن هناك منازل في الصحراء تبعد عن العلا بنحو 60 كيلو مترا وصلها التيار، ما يعني أن هناك سوءا في عملية توزيع الخدمة، بل نلاحظ إنه تم توزيع الأعمدة في مناطق صحراوية خالية من السكان ولا تخدم ترشيد الاستهلاك للكهرباء، في حين يحرم من هم داخل المجمعات السكنية.
«عكاظ» بدورها خاطبت مدير إدارة كهرباء المدينة المهندس جمال طه فأوضح بأن سبب الانقطاع المستمر للكهرباء يتمثل عدم استقرار النظام الكهربائي في محطة توليد العلا، لافتا إلى أنه جار العمل في تدعيم التوليد لمواجهة زيادة الأحمال، كما تم اعتماد وترسية إنشاء محطة تحويل مركزية في العلا لمواجهة الأحمال المستقبلية ويتوقع الانتهاء منها عام 2015م، بتكلفة 864 مليون ريال.



إنهاء المشكلات



بالنسبة لعدم إيصال التيار لمنزل أيتام مغيراء؛ أوضح مدير إدارة كهرباء المدينة المنورة أنه لا بد من موافقة البلدية، لافتا إلى أن مشاريع الكهرباء غطت كافة قرى وهجر المحافظة وما تبقى من مجمعات سكانية فإن إيصال التيار لها يكون وفق الضوابط والميزانيات المعتمدة، وأضاف، إن مشاريع الكهرباء الجديدة سوف تنهي مشكلات العلا مع انقطاع التيار الكهربائي .