إذا قادك طريقك للتسوق في سوق الخضار والفواكه في جرول في مكة المكرمة، ستفاجأ بوجود عدد كبير من العمالة الوافدة المنتشرة في مختلف مواقع السوق، يمارسون البيع والشراء بحرية تامة، يفرضون أسعارهم وشروطهم من دون أن تجد من يراقب هؤلاء أو يوجه لهم ولو ملاحظة واحدة، ولا شك أن كل ذلك يحصل في ظل وجود حلقات مفقودة من الجهات الرقابية على هذه الأسواق.
«عكاظ» قصدت السوق والتقت عددا من المتسوقين الذين أبدوا استياءهم مما يواجهونه من ارتفاع في الأسعار، مشيرين إلى أن العمالة تتحكم في السوق وتبيع وتشتري بكل طمأنينة حسب ما يرتأونه، حيث تجد أن الأسعار تختلف من بسطة إلى آخرى رغم قربها من بعضها ورغم أن مصدر الفواكه والخضروات واحد.
وقال متعب الزهراني إن العمالة الوافدة تمثل سببا رئيسيا في ارتفاع الأسعار، مشيرا إلى أن مر بأكثر من بسطة فوجد أسعارا مختلفة رغم أن الصنف واحد والمصدر واحد. وقال إن ما أدهشني كثيرا هو أنني طيلة فترة تسوقي لم التق بأي سعودي أتفاوض معه على السعر. وأضاف أن عمل العمالة الوافدة لم يقتصر في التلاعب بالأسعار، بل امتد إلى عشوائية السوق ورمي بقايا الفواكه والخضار على ممرات السوق، ناهيك عن الكراتين المفرغة التي تملأ أرجاء السوق، ما تشكل خطورة كبيرة في حال اشتعال النيران لا سمح الله.
وطالب الزهراني الجهات المختصة بحلول عاجلة وجذرية للقضاء على العمالة الوافدة التي تسيطر على سوق الخضار والفواكه، داعيا إلى إيجاد فرص للشباب السعودي لخوض مشاريع صغيرة في سوق الخضار والفواكه، على أن يتبناهم مكتب العمل والعمال أو أي جهة مختصة.
من جانبه قال موسى الفهمي إن سوق الخضار والفواكه يخلو من الرقابة والمتابعة، ولذلك نجد أنه يحتضن عددا من الظواهر السلبية، مثل انتشار العمالة الوافدة فيه وغياب النظافة، مشيرا إلى أن القطط تنتشر بكثرة في السوق، إضافة إلى الخضروات التالفة والملقاة داخل السوق وغيرها، مطالبا البلدية بأن تقوم بجولات ميدانية لتقف على حقيقة الأمر وتفرض العقوبات على البسطات المخالفة.
أما سامى القرشي فاقترح أن يكون هناك مشاريع صغيرة مدعومة من قبل جهات مختصة للشباب السعودي في مزاولة بيع وشراء الخضروات والفواكه, على أن تمنح بسطة لمن يريد أن يعمل في سوق الخضار والفواكه ويكون لها رأس مال وبعض التجهيزات، معتبرا أن بذلك يمكن التخلص من العمالة الوافدة التي تسيطر على السوق.
«عكاظ» نقلت ما رصدته في سوق الخضار والفواكه في حي جرول إلى أمانة العاصمة المقدسة حيث أوضح أحد المسؤولين فيها، طالبا عدم ذكر اسمه، أن الأمانة تكثف نشاطها وجهدها في مراقبة الأسواق التجارية والمحلات الغذائية والباعة الجائلين، وتعمل على القضاء على كل الظواهر السلبية، لضمان المحافظة على الأسواق والمحلات التجارية والغذائية ونظاميتها وإبعاد كل ما يمكن أن يشكل خطراً على الإصحاح البيئي.
مراقبة الأسعار
حول ارتفاع الأسعار في سوق الخضار وكيفية العمل على تخفيضها قال مصدر مسؤول في أمانة مكة المكرمة لـ «عكاظ» إن هناك لجنة تضطلع بمراقبة الأسعار يوميا في مختلف أسواق مكة المكرمة.