-A +A
محمد بن عبدالرزاق القشعمي
عن لي وأنا أترقب صدور الجريدة الجديدة أو الوليدة والتي تحمل اسم (مكة) بدل ما كان يصدر بمكة قبل 57 عاما، وهي جريدة (الندوة) التي صدرت بتاريخ 8/8/1377هـ. فهل ــ يا ترى ــ تصدر (مكة) تحمل رقم ما بعد آخر إصدار من سابقتها (الندوة)؟، أم تبدأ بالعدد الأول؟، وهذا ــ والحق يقال ــ إلغاء ومسح لمرحلة مشرفة من تاريخنا الإعلامي والثقافي الذي تحافظ عليه الشعوب المتقدمة، والذين يعتبرون استمرار الشيء لا يلغي سابقه، بل يؤكده ويبقيه. ولكننا ــ وللأسف الشديد ــ لا نرى أهمية لذلك، ولهذا سأستعرض لكم أو أورد لكم شيئا من الشواهد التاريخية الحديثة في تاريخ بلدنا الإعلامي والتاريخي:
جريدة (الندوة) الأولى لصاحبها أحمد السباعي صدر عددها الأول يوم الأربعاء 8 شعبان 1377هـ الموافق 26 فبراير 1958م. وقد صدرت مرة في الأسبوع، فمرتين، فثلاث مرات، وكان السباعي يخطط لإصدارها يوميا (رغم عمرها القصير)، ولكن فكرة دمج بعض الصحف، ومنها الندوة، مع جريدة (حراء) لصاحبها صالح محمد جمال، والذي تم وصدر برقم العدد الأول ــ وللأسف الشديد ــ يوم الأربعاء 18 رجب 1378هـ الموافق 28 يناير 1959م، ويذكر عثمان حافظ في (تطور الصحافة) أن آخر عدد من الندوة يحمل رقم 124 المؤرخ الثلاثاء 10 رجب 1378هـ الموافق 18 يناير 1959م. وهكذا ضاع من عمرها قرابة السنة، إذ بدأت الندوة الثانية بعد الدمج بالعدد الأول، والذي كتب عليه الاسم الجديد الندوة: (حراء والندوة سابقا) جريدة يومية تصدر بمكة المكرمة. صاحباها: أحمد السباعي وصالح محمد جمال، مديرها ورئيس تحريرها: صالح محمد جمال، ولكن خلافا يبدو قد دب بين الشريكين، ما دعا الجريدة إلى نشر الإعلان التالي:

«هذا هو العدد الثالث من الندوة في وضعها الجديد في صفحات أكثر وسعر أكبر بعد أن تم الاتفاق بين صاحبي (الندوة) و(حراء) على إدماجهما في جريدة واحدة تصدر باسم (الندوة) يصدرانها بالمشاركة، وهو آخر عدد يرسل إلى مشتركي جريدة الندوة وحراء بعد أن جرى إرسال العددين الأول والثاني.