-A +A
إن الملف العلاقي وعلاقته مع العاطلين عن العمل علاقة يشوبها الكراهية لأنه صديق غير وفي على كثر ما يصطحبه معه في كل مكان في بره وبحره، فهو صديق أناني لا يحب سوى نفسه.. توجه العاطل عن العمل هو وصديقه الأناني الملف العلاقي إلى شركة أعلنت عن وظائف للسعودين في الجرائد وبرواتب مميزة ووجد أن تلك الشركة متخمة بموظفين غير سعوديين فتوجه صوب المدير وعرض عليه شهاداته ودوراته وسيرته الذاتية كاملة، وبعد أن نظر المدير إلى سيرته الذاتية قال له: «عندك خبرة في مجال عملك؟» فرد عليه العاطل عن نعم عندي خبرة خمس سنوات، فقال له بكل برود «نريد خبرة عشر سنوات ولكن نحن نقدر قدومك للشركة وسوف أعرض عليك وظيفة مناسبة»، فرد عليه وكله أمل أن يلحق بركب الموظفين وقال «ما هي الوظيفة؟» فرد عليه مدير التوظيف «رجل أمن، وبعد سنتين من العمل معنا سوف نعطيك منصب مشرف وردية الأمن براتب 3000 آلاف ريال، ما رأيك؟» فقال وحسرة في قلبه «بس شهادتي حاسب آلي وأنت تريدني حارس أمن»، فقال له «هذا إللي عندي تبغى تعال اليوم باشر، ما تبغى توكل مع الباب»، فخرج غاضبا من الشركة هو وصديقه الملف العلاقي والحزن قد ملأ وجهه والأرض قد ضاقت عليه ويسأل نفسه «هل لا يوجد سوى وظيفة رجل أمن في تلك الشركات؟ هل من المعقول في بلدي فرصتي في العمل قليلة لهذا الحد؟، لماذا لا يعطونا فرصة ومن ثم يحكمون علينا؟، نحن لا نعيب وظيقة رجل الأمن ولكن لم نمنح فرصة نحن كسعوديين سوى تلك الوظيفة مهما علت الشهادة أو نزلت، مهما ذهبنا فإننا نرجع على تلك الوظيفة، هم بالأساس لا يريدون رجل أمن لشركاتهم الموقرة ولكن يريدون تحقيق نسبة سعودة».
على العموم، قطع ذلك العاطل صلته بالملف العلاقي الأخضر وضربه ضربا موجعا واستعاض عنه بملف أحمر اللون عسى أن يجد فيه صديقا وفيا.

نواف