-A +A
احمد عائل فقيهي
لو سألت أي عربي ومسلم على امتداد العالم العربي والإسلامي وطرحت عليه هذا السؤال ماذا تعرف عن إسرائيل فسوف يصاب بالريبة والارتباك ولن تجد عنده جوابا شافيا ووافيا باستثناء بعض المتخصصين والمعنيين بالصراع العربي الإسرائيلي في أدق تفاصيله حضاريا ودينيا وسياسيا وثقافيا.. بل سوف تجد من يتحدث في الشأن السياسي بشكل دائم ومستمر وفي كل وقت وعلى الفضائيات العربية وفي الكتابة اليومية والأسبوعية والشهرية غير أن أغلبية هؤلاء ممن يدعون بالمحللين والمراقبين لا تأتي تحليلاتهم لحساب الأمة ومصالحها العليا.
هناك نخبة عالية المستوى فكرا وثقافة ومعرفة في الجامعات والمراكز العلمية والثقافية وثمة دراسات قليلة تخرج بين الحين والآخر تتناول الشأن السياسي الإسرائيلي ولكن الملاحظ أن هناك غيابا تاما عن دراسة الذهنية التي تحرك السياسة الإسرائيلية ودراسة الواقع الإسرائيلي من الداخل والدخول إلى فهم هذا الواقع على المستويات السياسية والحزبية والتركيبة الاجتماعية ودور المؤسسة الدينية والعسكرية والسياسية في المجتمع الإسرائيلي.

باستثناء بعض الباحثين والمتخصصين، فإن أغلبية الباحثين والمحللين والكتاب العرب الذين يكتبون في الشأن الإسرائيلي لا يعرفون ما هي إسرائيل الداخل ومجمل، من يتعاطون الكتابة لا يعرفون شيئا عن إسرائيل الدولة والكيان والفكرة التي قامت عليها ثم المكونات التاريخية التي ساهمت في ترسيخها وتكريسها والأبعاد الدينية والجغرافية والتاريخية والأطراف الكبرى التي ساهمت في تحويلها من فكرة إلى دولة..
والسؤال الذي ينبغي طرحه: هل هناك مراكز بحث عربية معنية بإسرائيل دولة ومجتمعا وكيانا ومهتمة بتاريخ إسرائيل وتحالفها التاريخي والاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الكبرى.
إن الإجابة على هذا السؤال تقتضي تتبع مسار تاريخ الكتابة السياسية العربية خاصة في حقل الدراسات السياسية المتعلقة بمعرفتنا بإسرائيل بخاصة وبالغرب بعامة ذلك أن الذهنية الإسرائيلية امتداد للذهنية الغربية. إنهم يعرفون عنا أكثر مما نعرف عنهم، ومن هنا نحن نجهل الغرب فكرا ومعرفة وبالذات فيما يفكر فيه الغربيون إزاء العرب والمسلمين.
فماذا نعرف نحن عن إسرائيل هذا العدو التاريخي، والخصم الحقيقي للأمة؟.