-A +A
توفيق حسن جوهرجي
لم أصدق عيني عندما قرأت كلمة «بويات» لأول مرة في صحفنا السعودية. لم أفهم معناها إلا بعد أن قرأت الموضوع المنشور واستنتجت أنها تعريب لكلمة «بوي» الإنجليزية ومعناها «ولد» ثم تم تأنيثها لتصبح «بوية» وجمعها «بويات» إذن «بويات» تعني «مسترجلات».
«البوية» إنسانة شاذة منحرفة «مسترجلة» يتعلق قلبها بحب فتاة أخرى إلى الحديث معها وتبدي إعجابها بها وتوقعها في شباكها الشيطانية وتثير غرائزها بشتى الطرق إلى أن تضعف إرادتها وتنتهي بإقامة علاقة غرامية وممارسات جنسية مثلية !! وقد تكون «البوية» مريضة نفسيا أو ضحية أوضاع اجتماعية سيئة.

من هول ما قرأت أن هذا السلوك المنحرف الذي يشكل مشكلة اجتماعية بالغة الخطورة بدأ يتسلل إلى البنات في سن المراهقة. دعونا نناقش هذه المشكلة بكل صراحة لعلنا نتوصل إلى حلول تصحح هذا السلوك المنحرف. هذه الممارسات تبدأ في الغرف المغلقة في البيت وتغذيها علاقات الصداقة بين طالبات المدرسة أو الجامعة. «البوية» تقضي وقتا طويلا في غرفتها المغلقة، تشاهد الأفلام والصور الخليعة على الإنترنت، أو تقرأ القصص الجنسية الماجنة التي تثير غرائزها. ثم تقيم علاقة مع صديقة لها أو أكثر وتنشر فكرها السقيم إلى أن تتوطد العلاقة بينهن وتتم الزيارات المتبادلة في البيوت تحت ستار استذكار الدروس أو التسلية والقضاء على الضيق «والطفش» أو المجاملات والاحتفال بمناسبات معينة. هذه اللقاءات السرية في واقع الأمر تتم خلف الأبواب المغلقة لممارسة علاقة شاذة !!
هل فكر الأب وهل فكرت الأم في الأسباب التي دعت إلى هذا السلوك الخاطئ ؟ الأسباب كثيرة أذكر منها باختصار: الابتعاد عن تعاليم الدين، وانشغال الوالدين بالعمل وأمور الحياة، وعدم تخصيص الوقت الكافي للجلوس مع الأسرة لكي يشعر الجميع بالعطف والحنان والمحبة، وعدم محاولة الوالدين فهم ما يطرأ على سلوك البنت أو تصرفاتها من تغيير، ومشاهدة الأفلام الهابطة، وترك البنات منغمسات في مواقع الدردشة على الإنترنت، إلخ.. وأخيرا: هل أنت أيها الأب وهل أنت أيتها الأم قدوة حسنة ؟ فليراجع كل منا نفسه، قد يكون خطأ الصغار راجعا إلى غياب القدوة الحسنة في البيت.
العلاج يبدأ من البيت. وأول خطوة في العلاج هي الاعتراف بوجود المرض. الثقة المفرطة غير مطلوبة. يجب أن تكون هناك رقابة مشددة من الأم والأب مع مراعاة اللباقة والكياسة، واتباع الأسلوب المناسب مع البنت. قد يؤدي إلى مزيد من العناد، وقد يؤدي التراخي إلى مزيد من التسيب. ادعو الله أن يحفظ أبناءنا وبناتنا من كل سوء، ولا حول ولا قوة إلا بالله.