-A +A
احمد عائل فقيهي
دائما ما أتساءل بيني وبين نفسي هل نحن مجتمع ضد التطور وضد التحديث وضد التقدم ولماذا تسود في بلادنا ثقافة المنع والممانعة وهل الذهنية الاجتماعية السعودية هي ذهنية طاردة ورافضة لكل جديد.
هذه الأسئلة وغيرها يهمها البحث في مفاصل الواقع الاجتماعي السعودي وتطمح في صنع آفاق واسعة ومفتوحة على العالم من أجل مستقبل أكثر حداثة وأكثر انفتاحا وخروجا من الحالة الاجتماعية الغارقة في التقليدية وتكريس العادات والتقاليد المتوارثة إلى حد التقديس.

مما لا شك فيه أن مجتمعنا يضم نخبة عالية الثقافة والمعرفة وذي مستويات كبيرة من التعليم وأغلب هذه النخبة هي نتاج الجامعات الغربية من الولايات المتحدة الأمريكية إلى الدول الأوروبية وغيرها من دول العالم إلا أن ما يؤسف له أن هذه النخبة لم تساهم مساهمة جذرية وعميقة في تغيير الذهنية الاجتماعية السعودية التي ظلت أسيرة الفكر السائد والخطاب التقليدي الذي لم يخرج بعد من دوائر القضايا الصغيرة وليس الاهتمام بالقضايا الكبرى التي تهم المجتمع وتبحث في المسائل الفكرية والاجتماعية المعمقة.
من هنا وبالرغم من كل مشاريع التحديث التي قامت بها الدولة ممثلة في إنشاء الجامعات والمراكز العلمية والمكتبات العامة والمؤسسات الثقافية من الأندية الأدبية إلى جمعيات الثقافة والفنون ووجود تلك النخبة الفاعلة والهاربة من دورها إلا أننا نجد أن الفئة الاجتماعية الغالبة هي التي تقف ضد الحديث وضد التطور وتقف ضد كل ما هو جديد.
إنها الفئة الغالبة دائما والقوية والمسيطرة والقادرة على برمجة أذهان المواطنين وأعني بهم بعض أصحاب الخطاب الديني التقليدي وأصحاب الفتاوى العابرة للقارات.
فهل ثمة تغيير حقيقي داخل بنية المجتمع يتجه نحو القضاء على ثقافة المنع والممانعة؟ هل من نور وتنوير هناك؟.