-A +A
أنور ماجد عشقي
ما من مسلم أو عربي إلا وهو مشفق على مصر العزيزة على قلوبنا جميعا، فالأحداث قد تأخذها إما إلى الانهيار الاقتصادي أو إلى الحرب الأهلية، أو العنف، فالإخوان المسلمون وصلوا إلى سدة الحكم عبر الانتخابات الرئاسية، وهو ما لم يحدث في مصر من قبل، لكنهم لم يتمكنوا من التفاهم مع باقي الأطراف السياسية ومكونات المجتمع المصري، كما أنهم يستعجلون في أسلمة السياسة، وهذا ما جعل المعارضة المصرية وشباب الثورة يقفون في مواجهتهم بقوة ويدعون إلى المظاهرات السلمية للمطالبة برحيل مرسي وإجراء انتخابات مبكرة. إن لغة الإقصاء ولغة التهديد تتنافي مع روح العصر الحديث، حتى لو أنهم وصلوا إلى السلطة عن طريق الانتخابات، لأن هناك فرقا بين السلطة والتسلط، فالتسلط أصبح مرفوضا في هذا العصر ولم يعد مقبولا من أي كائن فما بالك أن يكون هذا التسلط من نظام حكم.
فإذا جاز لنا أن نفترض أن ما يحدث في مصر هو من قبيل الانتقال من الاستبداد إلى الديمقراطية، فإن علينا أن لا نمعن في الفوضى والعنف لأنها سوف تستنبت بعض السموم الخطيرة التي أخذت تطل برأسها من بين البلطجيين والمتآمرين الذين يتسببون في إفساد الأجواء السلمية وتعكيرها بالعنف والأساليب التأجيجية للشارع المصري.

إن الديمقراطية ليست غاية في حد ذاتها بل هي وسيلة لتحقيق العدالة والأمن والاستقرار والسلام، والإسلام هذا الدين السمح، لم يأت إلا لتحقيق العدالة بين الجميع، فإما أن يكون ذلك بالعدالة الشرعية أو العدالة الوضعية، فكل عدالة لا تخالف ثوابت الإسلام هي عدالة شرعية، ومن قيم العدالة الحوار والتفاهم والتآلف والمحبة. ومع كل ذلك فإن جماعة الإخوان المسلمين لا يزال بيدهم الحل للأزمة المستفحلة التي تشهدها مصر، لكي يبعدوا شبح الفتنة والاحتراب عن مصر، لكنني لا أريد أن أفكر عنهم، لأن مصر عظيمة وكبيرة برجالها المخلصين ، وقد يكون تشكيل حكومة وحدة وطنية تشمل جميع التيارات والاطياف السياسية قد تكون حلا في هذه الأزمة وستنزع فتيلها، لذا لابد من الاتفاق من جميع الأطراف حتى تنجو مصر من السقوط في الهاوية ويعيش الشعب المصري في أمن وأمان واستقرار.