-A +A
احمد عائل فقيهي
لا يتحقق الاستقرار في أي مجتمع إلا بحفظ واحترام حقوق الشعوب الذين يتمثلون في الأفراد والجماعات وهذا الاستقرار مرتبط بتحقيق التنمية وعقد اجتماع يتمثل في الدستور.. بين الشعب والدولة وكذلك حكم قانون يحكم بين الشعب والسلطة السياسية وهو ما سوف يجعل المجتمعات والشعوب أكثر استقرارا وأمانا وبالتالي أكثر تنمية.
ما نراه في العالم العربي في مجمله ليس له علاقة بمفهوم الدولة الحديثة الذي نراه أمامنا جليا في الغرب حيث نجد دولة وشعبا وعقدا اجتماعيا ودستورا وقوانين تجعل الفرد يعرف ما له وما عليه وتداول سلطة وانتخابات حرة ومؤسسات مجتمع مدني ومؤسسات علمية وجامعات تقوم بدورها المعرفي في التدريس والبحث العلمي.

في بعض دول العالم العربي لم يتحقق الاستقرار ولم تتحقق التنمية نتيجة غياب مفهوم الدولة والحرية بمعنى أن يكون المواطن محترما مقدرا، له رأي وله صوت وله دور لا مجرد رقم هامشي وهنا يمكن أن يكون للمواطن قيمة لا مجرد ترس في آلة المجتمع والدولة.
وهذا ما نراه في النموذج العربي الناصع المضيء مصر والتي تمثل الدولة الأهم حضاريا وثقافيا وعلميا والتي علمت العالم العربي الأبجدية من خلال عباقرتها وعمالقتها في الفكر والأدب والفن والطب وكافة العلوم والمعارف المختلفة.
مصر التي كان مؤسسها وبانيها في العصر الحديث محمد علي يأمل أن تكون نموذجا للدولة الحديثة عربيا وهو ما كان وما تحقق من حياة برلمانية ونهضة علمية وثقافية وفنية ومؤسسات قضائية وجامعات غير أن حكم العسكر ثم الإخوان أخرج مصر العظيمة من أن تكون نموذجا عاليا في الحياة العربية بالرغم مما حققته كريادة ودور من الثلاثينيات والخمسينيات إلى نهاية السبعينيات الميلادية من دور تنويري كبير ولافت يمتد على مساحة الوطن العربي.
ها هي مصر تدخل في نفق مظلم في غياب الدولة وغياب العقل المصري الخلاق والنخبة الثقافية والفكرية والسياسية وأصبح صوت الجماهير هو الصوت الهادر القادر على التغيير والتدمير معا.