-A +A
محمد أحمد الحساني
كل ما يعاني منه لبنان الوطن الحالم الجميل، من مشاكل وتوترات وأزمات وخوف وقلق، مصدره الحزب الشيطاني المسمى ظلما وبهتانا باسم «حزب الله»، وأي مظاهر مسلحة أو خارجة على القانون والدولة من قبل أي طائفة أو فصيل أو جماعة لبنانية إنما هي ثمرة من ثمار العلقم لقيام ذلك الحزب بالتسلح تحت شعار المقاومة والممانعة حتى أصبح حاليا الحاكم المطلق للبنان ومصدر خوف وتوجس لجميع اللبنانيين باستثناء أتباع الشيطان ـ والمستفيدين من وجود الحزب، فأدى ذلك إلى ظهور جماعات مسلحة مثل جماعة الأسير تنادت لحمل السلاح بعد أن رأت الحزب ورجاله يطوقون المدن والقرى ويقطعون الطريق ويستفزون المارة يمرغون كراماتهم في الوحل ويصرون على أن يكون لهم الكبرياء في الأرض.
ومن العجائب ــ والعجائب جمة ــ أن يصبح «حزب الله» أقوى من الجيش اللبناني وأن القيادات السياسية من الرئيس حتى آخر مسؤول لا يجرأون على توجيه نقد صريح للحزب حتى لو قاد لبنان إلى التهلكة وغامر بمصيره في حروب ومطاحنات لتحقيق أمجاد شخصية لزعيمه المأفون الذي يتحلى بوقاحة لو وزعت على أهل الأرض لكفتهم!، ولم يعد الحزب يتخذ قرار الحرب والسلم متى شاء وكيف ما شاء، بل إنه أصبح يحرك قواته لضرب مواطنيه الخارجين على إرادته، ثم زادت طموحاته فأرسل جند إبليس للمحاربة في القصير وتوزيع الحلوى فرحا بمقتل الآلاف من المدنيين السوريين المحاصرين في تلك القرية السورية. أما الجيش اللبناني الذي مر جنود إبليس من تحت أنفه وهم في طريقهم إلى القصير ودمشق وحلب وحمص، فإنه بدا حاسما مقداما وهو يقاتل جماعة الأسير في صيدا عقابا لها على ما قامت به من خروج على السلطة وعدوان على رجال الجيش اللبناني، وليس لأحد حق الاعتراض على ما قام به الجيش اللبناني ضد الأسير وجماعته، لو أن هذا الجيش كان يتخذ الموقف نفسه ضد أي جماعة مسلحة أخرى خارجة على القانون والدولة وعلى رأسهم حزب الشيطان وزعيمه ناصر الشيطان، أما أن تتبدى البسالة على جماعة مسلحة جاء تسلحها نتيجة لتسلح ذلك الحزب وأفعاله واستفزازاته فإن الجيش اللبناني ينطبق عليه في هذه الحالة قول الشاعر:

أسد عليَّ وفي الحروب نعامة
فتخاء تهرب من صفير الصافر؟!
وأخيرا فإن أحوال لبنان لن تستقر وشعبه لن ينعم بالسكينة والأمن ما لم تستعد الدولة اللبنانية هيبتها وسلطتها وقرارها السياسي الداخلي والخارجي أو يتحول لبنان إلى «جمهورية حزب الله» يكون المرشد الأعلى فيه «حَسَنُوه»!؟