حين نعود للتاريخ وتمر بنا ذكريات الحروب، لا يغيب عن الذاكرة حادثة القنابل النووية التي أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية على (هيروشيما وناجازاكي) اليابانيتين خلال الحرب العالمية الثانية عام 1945م، والتي تركت أثرا في نفوس الشعب الياباني والعالم، كما تركت أوراما سرطانية في أجساد الكثيرين منهم.
ولطالما تفنن البشر في وصف الحروب، بكل ما تحمله من أشكال الدمار التي نعجز عن وصفها، والتي لا نجد لها مبررا سوى حماقة النفس البشرية التي تتمتع بغباء كافٍ للتدمير، لكن الحروب لا تقف عند حد إطلاق النار والقتل، بل تمتد لأشكال قد لا نتخيلها، ولعل أشهرها حرب الإشاعات.
وهذا النوع من الحرب لا شك أنه ذا قوة نفاذة، قد لا يدركها البعض، حيث أن مجرد إشاعة بسيطة، قد يكون لها مفعول مدمر لنفسيات الناس ومشاعرهم يوازي مفعول دمار القنابل النووية على المدن والبنى التحتية، خصوصا في مجتمع يعنى بشؤون الآخرين أكثر من شؤونه الشخصية!، ليس ذلك فحسب، بل إن الشائعة هي وسيلة ترفيه لا تقدر بثمن عند الذين يحبون القيل والقال من الرجال والنساء!
وحقيقة أن الوصوليين أدركوا قوة الإشاعات وسطوتها، ولذلك استخدموها بأشكال متعددة، فمن أجل أن يبور عقار ما يكفي إشاعة أن هذا العقار تسكنه الجن والأرواح الشريرة، فيعافه الناس ومن ثم تسقط قيمته حتى تكاد تساوي قيمة التراب (لو كان للأخير قيمة)!
أما أماكن العمل فحدث ولا حرج ، فصاحب الإشاعة هو أكثر شخص مقرب من الناس، لأن هناك الكثيرين الذين يحبون أن يعرفوا كل ما يدور حولهم، خصوصا حين يستقيل شخص ما، أو حين تكون هناك فرص وظيفية جديدة تلوح في الأفق وتستمر الشائعات إلى أن تظهر الحقيقة ومن ثم تنطلق إشاعات جديدة.
واللافت في حياتنا أن للحب والكراهية نصيبا من الشائعات عند الكثيرين أيضا، فمن يكره شخصا ما، لا يحتاج إلا أن يطلق إشاعة كريهة ويوصلها لأصحاب الأفواه الكبيرة حتى يوزعها في أرجاء المكان، ومن ثم يجد الشخص نفسه متهما بلا تهمة و«القاضي» فيها بضع كلمات.
ولعل أكثر الناس عرضة للإشاعات هم الفنانون، والذين تعتبر أخبارهم قطعا ذهبية، وبالذات إذا كانت حقيقة، كما أنها لا تنزل قيمتها كثيرا إذا لم تكن كذلك، فهي تظل تشع وتصدع بالمكان وقد تتوارث عبر الأجيال.
والواقع أن الإشاعة عبارة عن كذب رخيص، لا قيمة له ولا معنى، إلا أن أصحابها أناس نفوسهم مريضة أحبوا إثارة الفتن والقلاقل، وهذا بالضبط ما حصل في فجر التاريخ، وفي بعض الحروب التي قامت بسبب كلمة كاذبة لا أساس لها من الصحة.
في الأخير، يبقى من الضروري معرفة أن الحرب هي الحرب وخسائرها واحدة، سواء أكانت مادية أو معنوية، ولعل أسوأ ما في حرب الشائعات هو سرقة الأمان من نفوس البشر، واستبدالها بخوف وشك لا نهاية لهما، والمشكلة الحقيقية أن حرب الشائعات لا نهاية لها ولا يشكو منها مجتمع دون آخر أو أمة دون أخرى على مدى التاريخ.
ولطالما تفنن البشر في وصف الحروب، بكل ما تحمله من أشكال الدمار التي نعجز عن وصفها، والتي لا نجد لها مبررا سوى حماقة النفس البشرية التي تتمتع بغباء كافٍ للتدمير، لكن الحروب لا تقف عند حد إطلاق النار والقتل، بل تمتد لأشكال قد لا نتخيلها، ولعل أشهرها حرب الإشاعات.
وهذا النوع من الحرب لا شك أنه ذا قوة نفاذة، قد لا يدركها البعض، حيث أن مجرد إشاعة بسيطة، قد يكون لها مفعول مدمر لنفسيات الناس ومشاعرهم يوازي مفعول دمار القنابل النووية على المدن والبنى التحتية، خصوصا في مجتمع يعنى بشؤون الآخرين أكثر من شؤونه الشخصية!، ليس ذلك فحسب، بل إن الشائعة هي وسيلة ترفيه لا تقدر بثمن عند الذين يحبون القيل والقال من الرجال والنساء!
وحقيقة أن الوصوليين أدركوا قوة الإشاعات وسطوتها، ولذلك استخدموها بأشكال متعددة، فمن أجل أن يبور عقار ما يكفي إشاعة أن هذا العقار تسكنه الجن والأرواح الشريرة، فيعافه الناس ومن ثم تسقط قيمته حتى تكاد تساوي قيمة التراب (لو كان للأخير قيمة)!
أما أماكن العمل فحدث ولا حرج ، فصاحب الإشاعة هو أكثر شخص مقرب من الناس، لأن هناك الكثيرين الذين يحبون أن يعرفوا كل ما يدور حولهم، خصوصا حين يستقيل شخص ما، أو حين تكون هناك فرص وظيفية جديدة تلوح في الأفق وتستمر الشائعات إلى أن تظهر الحقيقة ومن ثم تنطلق إشاعات جديدة.
واللافت في حياتنا أن للحب والكراهية نصيبا من الشائعات عند الكثيرين أيضا، فمن يكره شخصا ما، لا يحتاج إلا أن يطلق إشاعة كريهة ويوصلها لأصحاب الأفواه الكبيرة حتى يوزعها في أرجاء المكان، ومن ثم يجد الشخص نفسه متهما بلا تهمة و«القاضي» فيها بضع كلمات.
ولعل أكثر الناس عرضة للإشاعات هم الفنانون، والذين تعتبر أخبارهم قطعا ذهبية، وبالذات إذا كانت حقيقة، كما أنها لا تنزل قيمتها كثيرا إذا لم تكن كذلك، فهي تظل تشع وتصدع بالمكان وقد تتوارث عبر الأجيال.
والواقع أن الإشاعة عبارة عن كذب رخيص، لا قيمة له ولا معنى، إلا أن أصحابها أناس نفوسهم مريضة أحبوا إثارة الفتن والقلاقل، وهذا بالضبط ما حصل في فجر التاريخ، وفي بعض الحروب التي قامت بسبب كلمة كاذبة لا أساس لها من الصحة.
في الأخير، يبقى من الضروري معرفة أن الحرب هي الحرب وخسائرها واحدة، سواء أكانت مادية أو معنوية، ولعل أسوأ ما في حرب الشائعات هو سرقة الأمان من نفوس البشر، واستبدالها بخوف وشك لا نهاية لهما، والمشكلة الحقيقية أن حرب الشائعات لا نهاية لها ولا يشكو منها مجتمع دون آخر أو أمة دون أخرى على مدى التاريخ.