يتجدد الجدل كل عام حول طريقة إثبات رؤية هلال رمضان، إذ يرى شرعيون أن الرؤية لا بد فيها من العين المجردة؛ لكون علم الفلك لا يصيب أحيانا، في حين عارض شرعيون آخرون ذلك بقولهم: حتى الأجهزة الفلكية يعتمد عليها لكونها تجلي الصورة واضحة.
وأوضح فلكيون استحالة رؤية الهلال لهذا العام في المناطق الشمالية والشرقية والوسطى في المملكة لغياب الهلال قبل أو مع غروب الشمس، قائلا: «يمكن للأجهزة رؤية الهلال كلما اتجهنا غربا وجنوبا، إذ تكون الفرصة مهيأة لرؤية الهلال عن طريق الأجهزة الحديثة لا بالعين المجردة».
ونوه المشاركون بأن التقنية لا يستغنى عنها، إذ توضح الرؤية، وهي من أساليب التطور الذي شهده الإنسان حاليا.
وأوضح رئيس قسم الفلك في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور حسن باصرة استحالة رؤية الهلال لهذا العام في المناطق الشمالية والشرقية والوسطى في المملكة لغياب الهلال قبل أو مع غروب الشمس، قائلا يمكن للأجهزة رؤية الهلال كلما اتجهنا غربا وجنوبا، إذ تكون الفرصة مهيأة لرؤية الهلال.
ولفت إلى صعوبة الرؤية بالعين المجردة لهلال هذا العام، ويمكن في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة رؤية الهلال عن طريق الأجهزة، ويبقى دور المحكمة الشرعية في إثبات دخول الشهر.
وحذر عضو هيئة كبار العلماء الدكتور علي الحكمي من انتشار الشائعات، خصوصا التي تترتب عليها عبادات، كدخول رمضان أو خروجه، ناصحا بعدم الالتفات إليها، وألا يتقول الإنسان إلا بما هو متأكد منه.
وبين أن الأصل في تحديد دخول الشهر يعود لأهل الاختصاص والعلماء، بالرجوع إلى الجهات الرسمية، فإن ثبت لدى المحكمة العليا في المملكة ذلك، أصدر على إثره بيان من الديوان الملكي بناء على ما جاءهم، معتمدين في ذلك على حديث الرسول ــ صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فاقدروا ثلاثين) وفي رواية: (فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين).
من جانبه، أوضح الداعية علي سعيد أن الحساب أو علم الفلك لا يكونان صائبين أحيانا، ما يجعل الرؤية لازمة، مؤكدا أن علم الفلك وكذا الحساب تطورا بدرجة دقيقة مستدركا: «لكننا لا نستغني عن الرؤية في ديننا لمعرفة دخول الشهر، وإن كانت لها عوارض كالطقس أو ما يخيل للبعض من مشاهدتهم للهلال بينما هو كوكب آخر».
وأضاف: «نحتاج إلى استخدام كافة الأدوات والحسابات الحديثة إلى جانب الرؤية لنعرف مواعيد دخول وخروج الشهور بدقة، خصوصا أن هذا مرتبط بعباداتنا»، وطالب عموم المسلمين بالحرص على اغتنام الأيام القادمة.
ونفى المقولة التي تشير إلى أن استخدام المراصد الفلكية يبعدنا عن السنة في رؤية الهلال، مشيرا إلى أن المراصد توافق السنة التي قال عنها النبي ــ صلى الله عليه وسلم: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما»، إذ أن المناظير تساعد على توضيح الرؤية فقط.
من جهته، بين الداعية الدكتور محمد المنجد أن المشككين في رؤية الهلال، كما يحدث أحيانا، خصوصا بعد إعلانه رسميا، لا يجوز وعملهم باطل ومردود ومخالف للعقل والنقل، مبينا أنه لا مجال للطعن أو التشكيك، إن أثبت الرؤية تقاة وموثوقون.