-A +A
سلطان الدوسري
على الرغم من روحانية الشهر الفضيل «أعاده الله على الجميع بالخير والبركات» إلا أن هناك ظواهر سلبية في المجتمع ترتبط بعلاقة طردية مع دخول رمضان ولعل أبرزها هيجان الشارع في الساعة الأخيرة من النهار، باقي عشر دقائق عن (مدفع الإفطار)، إذن أنتظر (طعة)، وهي ثلاثة أحرف تختصر حالة من التهور تعيشه شوارعنا بسبب نزعة للتشاجر والتورط بخسائر في قيمة الصوم أو الممتلكات.
تتقافز السيارات في الطرقات بأسلوب يشبه تقافز أسراب أسماك السلمون أثناء سباحتها عكس تيار مياه الأنهار، معارك بالأيادي والألسن بأسباب لا قيمة لها، صعوبة في ترقية قدرة (الرمضانيين) إلى مستوى (حسبنا الله ونعم الوكيل)، و(اللهم إني صائم).

يصبح عمى الألوان أكثر انتشارا قبل صلاة المغرب في رمضان، فإشارات المرور الحمراء تفغر فاها استغرابا من القافزين على أعناقها دون مراعاة لمخاطر حوادث المرور، جزء من (المتهورين) يتناول طعام الإفطار في قسم حوادث المرور إذا كان محظوظا، أو في أقسام الطوارئ في المستشفيات إن لم يكن كذلك، يكفي تمرير البصر على محلات الفول المتناثرة على الطرقات لتأكيد أن رمضان يمنح غالبية الناس رغبة البحث عن التزاحم، فرغم أن طبخ الفول في المنازل سهل ولذيذ، إلا أن العادة ساهمت في تثبيت هذه المناظر.
يوجد في ولائم الإفطار عثرة اجتماعية تمنع المعازيم (تحرجا) من الولوج لدار الوليمة قبل الإفطار بوقت يزيد على ربع ساعة، لذلك يتأخر المعازيم في الانطلاق من دورهم ويكتشفون أنهم أمام (إحراج) آخر قد يحدث عندما يتأخرون في الوصول في الوقت المناسب، لذا يكون الحل دوما هو زيادة سرعة السيارة ورفع نسبة الحوادث.
أعتقد أن برامج التوعية ضعيفة في هذا الجانب فالإعلام ينشغل بتحقيق الأرباح من مسلسلات ومسابقات لا معنى لها، والجهات الحكومية تتشارك معه في قصور نشر الوعي، وخاصة وزارة الشؤون الإسلامية التي يقع عليها الحمل الأكبر في نشر ثقافة التسامح والتعاون وحب الخير وخاصة في آخر عشر دقائق من الصوم.