-A +A
واس (نيويورك)
قال صاحب السمو الملكي الامير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز الوزير المفوض بوزارة الخارجية ان المملكة كانت ولازالت البلد الكريم التي أمدت بما حباها الله من نعم المساعدات السخية وجسدت تضامنها الانساني بما قدمته من مبادرات خيرة ومساهمات فعالة لاعمال الاغاثة في مختلف أنحاء العالم وتبوأت مركزها كأحدى الدول المانحة تجاه الدول المنكوبة والشعوب المتضررة وهي بذلك تبعث للعالم رسالة خير ومحبة وتعاون ومؤازرة وتضامن وتكافل.
جاء ذلك في كلمة المملكة التي القاها سموه أمام الجمعية العامة في الدورة الحادية والستين حول البند 69 «التنسيق الفعال لجهود المساعدة الانسانية في حالات الكوارث والطوارئ» أمس الأول. وأشار سموه الى أن اجمالي ماقدمته المملكة في مجالات الاغاثة المختلفة خلال الفترة من 1975م الى 2004م بلغ أكثر من 4986 مليون دولار امريكي ولايدخل في ذلك ما أعلنته المملكة عن التزامها بمساندة جهود اعمار العراق بمبلغ مليار دولار امريكي ولا ما قدمته والتزمت بتقديمه لمساعدة الدول المتضررة في كارثة الزلزال والمد البحري في اسيا المعروفة «بتسونامي» والتي بلغت 430 مليون دولار ولا المساعدات السعودية الشعبية التي بلغت 90 مليون دولار كما لايدخل ذلك في ماقدمته المملكة للبنان الشقيق من مساعدات بلغت 2500 مليون دولار .

ومضى سموه يقول انه لم تقتصر المساعدات الانسانية للمملكة على القنوات الثنائية والسبل المباشرة بل ساهمت ايضا في الجهود الدولية الانسانية من خلال البرامج والمنظمات المتخصصة ودعمت المؤسسات الانمائية الاقليمية منها والدولية من خلال المساهمة برأسمالها بمبلغ تجاوز 24 مليار دولار أمريكي كما تعهدت المملكة بتقديم مليون دولار أمريكي لصندوق الامم المتحدة المركزي للاستجابة لحالات الطوارئ اضافة الى مساهمة الصندوق السعودي للتنمية بمبلغ أربعة ملايين دولار لمبادرة مساعدات الطوارئ للمتضررين من الكوارث الطبيعية التابعة لصندوق النقد الدولي.
وبين سمو الامير مشعل ان التعامل بواقعية وجدية مع مشاعر الاحباط واليأس التي تعاني منها الشعوب بسبب الفقر والجوع وانتشار الامراض والجهل والتخلف والمديونية يتطلب تعميق مفاهيم الانسانية والمساواة والعدالة والتنمية المستدامة بكل ابعادها الصحية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية بهدف تحقيق الاستقرار وتعزيز الامن والسلم الدوليين0 وقال ان هناك ضرورة الى قيام شراكة تقوم على عقد تضامني حقيقي وميثاق تنمية مشتركة بين الشمال والجنوب والعمل بشكل جاد على تحرير التجارة الدولية.
وفيما يخص المعونات غير المستردة قال سموه ان المملكة قدمت ما يزيد على 83.7 مليار دولار يمثل ما نسبته 4 بالمائة من اجمالي الناتج القومي السنوي وهي تعد أعلى نسبة من دول العالم. وقد استفادت من هذه المعونات 87 دولة نامية من مختلف القارات.
مشيرا سموه الى انه فيما يتعلق بتخفيف عبء الديون فقد تنازلت المملكة عما يزيد على 6 مليارات دولار امريكي من ديونها المستحقة على الدول النامية الاكثر احتياجا.
وافاد سموه انه من المفهوم ان النفط يعتبر سلعة استراتيجية واقتصادية هامة للدول النامية والمستهلكة على السواء، ومن هذا المنطلق تتعامل المملكة بكل حكمة واتزان للحفاظ على مصالح الدول المنتجة وبدون ان تغفل مصالح المجتمع الدولي وهي تعمل دون كلل وتبذل كل جهد يساعد على استقرار اسعار النفط ليؤمن استمرارية نمو الاقتصاد العالمي. ولتعزيز التعاون في هذا المجال فقد أسست المملكة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منتدى الطاقة واستضافت امانته العامة في الرياض ليكون منبرا لبحث اوجه وفرص التعاون والحوار بين الدول المستهلكة والمنتجة وتكثيف هذا التعاون فيما بينها في سبيل استقرار أسواق النفط واستمرار الاقتصاد والنمو العالمي لخير الجميع.