-A +A
خالد بن علي القرني
اليتم في اللغة له معان منها: الانفراد والفقد والانقطاع، ويعرف اليتيم عند الفقهاء بأنه اسم لمن مات أبوه ولم يبلغ الحلم، وقد كان الأيتام قبل الإسلام يعانون كثيرا من أسلوب التعامل وهضم الحقوق وبخسها وتعرضهم للظلم والاضطهاد ولا عجب في ذلك حيث لم يكن هناك ما يردع من السلوك السلبي تجاه الأيتام إلا فيما ندر حتى جاء الإسلام وأوصى بالأيتام خيرا وأمر بإعطائهم حقوقهم ورعايتهم والعطف عليهم وهذا واضح في كثير من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، قال تعالى (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى...) (النساء، آية 36)، كما قال تعالى: (كلا بل لا تكرمون اليتيم) (الفجر، آية: 17)، وفي سورة البلد: (فلا اقتحم العقبة، وما أدراك ما العقبة، فك رقبة، أو إطعام في يوم ذي مسغبة، يتيما ذا مقربة، أو مسكينا ذا متربة) (الآيات 11 ــ 16)، كماقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى»، وفي سنن ابن ماجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه»، وقال الشافعي في الأم: «وأحب مسح رأس اليتيم ودهنه وإكرامه، وأن لا ينهر ولا يقهر فإن الله عز وجل قد أوصى به»، ومن أهم الحقوق التي حفظها الإسلام للأيتام ما يلي: حرمة المال، يقول تعالى: (وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب) (النساء: 2)، حرمة القهر: يقول تعالى: (فأما اليتيم فلا تقهر) (الضحى: 9)، حق الإكرام: الكرم: هو الإعطاء بسهولة دون عوض مادي أو معنوي يقول تعالى: (كلا بل لا تكرمون اليتيم) (الفجر: 17)، حرمة الدع (الدفع): الدع: الدفع بجفاء وعنف يقول تعالى: (أرأيت الذي يكذب بالدين، فذلك الذي يدع اليتيم) (الماعون: 1،2)، حق الإطعام: يقول تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) (الإنسان: 8)، حق الإيواء: يقول تعالى: (ألم يجدك يتيما فآوى) (الضحى: 6)، حق حفظ الميراث حتى بلوغ سن الرشد: يقول تعالى: (وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك) (الكهف: 82)، حق الإحسان: يقول تعالى: (...وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى) (البقرة 83)، حق القسط: يقول تعالى: (وأن تقوموا لليتامى بالقسط) (النساء: 127)، الحق في الفيء: يقول تعالى: (ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل) (الحشر: 7). لذا، فالواجب الالتزام بما كفله الدين الإسلامي للأيتام من حقوق.
وقد وفق الله تعالى خادم الحرمين الشريفين في بذل الأموال الطائلة لهذا الواجب الهام، إلا أنه مع ذلك لازال بعض الأيتام يعانون من بعض المنغصات التي تجعلهم يشعرون بالأسى والألم، ومن ذلك أسلوب المعاملة من البعض والتي قد تخلو من الأسلوب التربوي والنفسي المطلوب للتعامل والاحتواء لمثل هذه الفئة ومن يلحق بها، وكذلك الحاجة إلى بعض المتطلبات الهامة التي تعين اليتيم على مواصلة تعليمه الجامعي والعالي وكذلك توظيفه ليتمكن من تحقيق طموحاته وأحلامه ويكون عضوا فاعلا في المجتمع.
خاتمة:
قال الشاعر:
ليس اليتيم من انتهى أبواه
من هم الحياة وخلفاه ذليلا
إن اليتيم هو الذي تلقى له
أما تخلت أو أبا مشغولا
* أكاديمي سعودي

Alqarni1978@yahoo.com