-A +A
أنور ماجد عشقي
إذا كانت التحديات هي التي تصنع الحضارات فإن مصر عاشت أحقابها التاريخية في تحديات، ومع كل تحد يخرج الشعب المصري قويا شامخا، ومن أهم التحديات الحديثة الاستعمار البريطاني وديكتاتورية الحزب، ولعل أول من بدأ بتحرير مصر من الاستعمار البريطاني هو أحمد عرابي، فكان أول وزير للدفاع، فخلف من بعده 43 وزيرا كان آخرهم عبدالفتاح السيسي الذي استطاع أن يحرر مصر من ديكتاتورية الحزب.
والسيسي يجمع بين البشاشة، والصرامة، والهدوء، وعمق التفكير، يمتاز على غيره بمعرفته الدقيقة بواجب القوات المسلحة المتمثل في حماية الأمن القومي. كما أنه يتمتع بشخصية هادئة لا يستطيع أحد أن يصل إلى مشاعره أو يسبر أغواره، فهو محب للقراءة.

لقد تعامل السيسي مع الأزمة في مصر وكأنه يقوم بعملية جراحية ناجحة فاقت فصل التوأمين السياميين، فقد نظر إلى الملايين المعارضة ونفذ ببصيرته لحماية الأمن القومي في مصر، فاقترح ألا يكون المتظاهرون بجوار بعضهم حتى لا يحدث احتكاك وقتال، كما وزع قواته لحماية الأهداف والمصالح الحيوية في البلاد، وبذلك سيطر على مفاصل الحكم عندها وجد الإخوان أنفسهم معزولين في رابعة العدوية.
وقتها أعلن تحذيره لمدة 48 ساعة للتسوية وإلا فسيعلن عن خارطة للطريق لوضع حد للأزمة، ولم يتمثل الرئيس مرسي بالحكمة ويقدم تنازلات، بل أصر على موقفه فألقى خطابه الذي ساعد على نجاح العملية.
بعدها فوجئ العالم بأن هناك مجلسا تشاوريا من كل الأطياف السياسية والدينية والعلمية أعده وزير الدفاع الذي ألقى خطابه موضحا فيه بتسلسل منطقي رائع لما حدث وما يتوجب عمله، ومن بعده قام كل عضو ليبدي تأييده ورأيه فيما حدث.
بدأ في تنفيذ خارطة الطريق بخطواتها الست، وعين رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور، وأجرى التحفظ على بعض قادة الإخوان، وتمت العملية التي حبس العالم كله الأنفاس كي لا تتفجر الأوضاع في مصر، وانتهت العملية الجراحية بمهارة فائقة تحسب لوزير الدفاع والشعب المصري الذي عبر عن مواقفه بأسلوب حضاري لم يعرف التاريخ له مثيلا. نتمنى لمصر الجديدة التوفيق والنجاح في تحقيق الأمن والاستقرار .