يعود الداعية المصري عمرو خالد هذا العام ببرنامج مهم بعنوان «قصة الأندلس»، وفيه يحكي قصة حضارة إسلامية تحمل الكثير من العبر والدروس والتاريخ المثير الذي ربما ينطبق على واقعنا الحالي. فالأندلس هي آخر فتوحات المسلمين الهامة وآخر معاقل انتصاراتهم وأبعد مدى وصل إليه المسلمون الأوائل الذين عاشوا وأفنوا حياتهم من أجل إعلاء كلمة الله ورفع راية التوحيد ونشر الإسلام.
و«قصة الأندلس» من القصص التي تبعث الفخر في نفس المسلم، فهي قصة «حضارة» و«تعايش» مع الآخر، وقصة «كفاح» و«صبر» و«حكمة» و«عمل دؤوب». فالقصة بدأت مع البطل عقبة بن نافع الفهري الذي بدأ في نشر الإسلام من ليبيا حتى وصل المغرب وتحديداً مدينة طنجة واستغرقت منه هذه الفتوحات سنوات من الجهد والتعب، وبعد أن تمكن من فتح شمال أفريقيا، عاد «البربر» وقبائل الأمازيغ واستعادوا منطقة شمال أفريقيا بالكامل وذهبت من المسلمين، حتى جاء بطل آخر وصاحب رؤية استراتيجية هو موسى بن نصير الذي درس الأخطاء التي وقع فيها عقبة بن نافع ووجد ان بن نافع لم يتمكن من «التعايش» مع قبائل الأمازيغ، لذلك لم يتقبلوا رسالته، فقرر أن يصحح هذا الخطأ وبدأ في التعامل مع هذه القبائل وإقناعهم بالإسلام بلغتهم وبطريقة فهمهم وإدراكهم، وقام بترقية أحد القيادات من أبنائهم وهو طارق بن زياد وجعله نائبا له ثم ولاه القيادة وتحمس «البربر» معه وبات ولاؤهم كاملا للإسلام والمسلمين وساهموا في النصر الإسلامي الكبير في ذلك الوقت.
ولا تقتصر دروس «قصة الأندلس» على «التعايش» ومعرفة الأخطاء لعدم تكرارها فقط، بل تمتد لتمنحنا عبرا لا حصر لها في مسألة «الصبر» و«التخطيط العسكري» و«التدريب» و«تقبل الآخر» فالقائد الفذ موسى بن نصير مكث سنوات من عمره يخطط ويدبر ويستعد لفتح الأندلس وقد كانت لديه عدة مشاكل منها عدد الجيش الإسلامي القليل وحل هذه باستقطاب «البربر» عبر تولية طارق بن زياد، وكان لديه نقص في السفن، فشرع في بناء عدة سفن وموانئ، وقام بتدريب الجيش الإسلامي لسنوات على قتال البحر غير المعتاد بالنسبة لهم. وكانت لديه مشكلة في شبه جزيرة «سبته» ذات الموقع الاستراتيجي المحصنة بقلاع «مسيحية» قوطية، وحل هذه المشكلة بالتحالف مع واليها «المسيحي» الذي كان يحارب الحاكم الظالم، فاتحد موسى بن نصير مع الوالي «يولان» المسيحي ومع بعض اليهود من السكان المضطهدين ليتمكن من فتح «الأندلس» ونشر العدل ليس فقط للمسلمين بل لكافة أبناء الأديان السماوية. ولكافة سكان «الأندلس».
وأخيرا، وبعد سنوات من التدبير والتفكر والتخطيط والعمل، تمكن موسى بن نصير وطارق بن زياد من فتح الأندلس بالتعايش والتعاون مع الآخرين، وحرصوا على نشر العدل ورفع الظلم وبسط العلم، وتبوأت الأندلس في عهد المسلمين الذي استمر لثمانمائة عام مكانة رفيعة وباتت تشع نورا وحضارة وعلما وفكرا وإبداعا وساهمت في نقل أوروبا من عصر الظلمات إلى عصر العلم والنور.
«قصة الأندلس» بالفعل قصة إسلامية حضارية عظيمة تستحق أن تروى وأن تقال للأجيال الحديثة بكل ما فيها من عبر ودروس نحتاجها في عالمنا اليوم، عالمنا الذي تفرقنا فيه ولم نعد نتعاون فيه مع بعضنا البعض، وغابت فيه روح التخطيط والعمل الصحيح، وغاب فيه التعاون والتعايش ليس مع الآخر فحسب بل مع الذات أيضا.
شكرا عمرو خالد على اختيار هذه القصة «المؤثرة» في تاريخنا الإسلامي العظيم.
و«قصة الأندلس» من القصص التي تبعث الفخر في نفس المسلم، فهي قصة «حضارة» و«تعايش» مع الآخر، وقصة «كفاح» و«صبر» و«حكمة» و«عمل دؤوب». فالقصة بدأت مع البطل عقبة بن نافع الفهري الذي بدأ في نشر الإسلام من ليبيا حتى وصل المغرب وتحديداً مدينة طنجة واستغرقت منه هذه الفتوحات سنوات من الجهد والتعب، وبعد أن تمكن من فتح شمال أفريقيا، عاد «البربر» وقبائل الأمازيغ واستعادوا منطقة شمال أفريقيا بالكامل وذهبت من المسلمين، حتى جاء بطل آخر وصاحب رؤية استراتيجية هو موسى بن نصير الذي درس الأخطاء التي وقع فيها عقبة بن نافع ووجد ان بن نافع لم يتمكن من «التعايش» مع قبائل الأمازيغ، لذلك لم يتقبلوا رسالته، فقرر أن يصحح هذا الخطأ وبدأ في التعامل مع هذه القبائل وإقناعهم بالإسلام بلغتهم وبطريقة فهمهم وإدراكهم، وقام بترقية أحد القيادات من أبنائهم وهو طارق بن زياد وجعله نائبا له ثم ولاه القيادة وتحمس «البربر» معه وبات ولاؤهم كاملا للإسلام والمسلمين وساهموا في النصر الإسلامي الكبير في ذلك الوقت.
ولا تقتصر دروس «قصة الأندلس» على «التعايش» ومعرفة الأخطاء لعدم تكرارها فقط، بل تمتد لتمنحنا عبرا لا حصر لها في مسألة «الصبر» و«التخطيط العسكري» و«التدريب» و«تقبل الآخر» فالقائد الفذ موسى بن نصير مكث سنوات من عمره يخطط ويدبر ويستعد لفتح الأندلس وقد كانت لديه عدة مشاكل منها عدد الجيش الإسلامي القليل وحل هذه باستقطاب «البربر» عبر تولية طارق بن زياد، وكان لديه نقص في السفن، فشرع في بناء عدة سفن وموانئ، وقام بتدريب الجيش الإسلامي لسنوات على قتال البحر غير المعتاد بالنسبة لهم. وكانت لديه مشكلة في شبه جزيرة «سبته» ذات الموقع الاستراتيجي المحصنة بقلاع «مسيحية» قوطية، وحل هذه المشكلة بالتحالف مع واليها «المسيحي» الذي كان يحارب الحاكم الظالم، فاتحد موسى بن نصير مع الوالي «يولان» المسيحي ومع بعض اليهود من السكان المضطهدين ليتمكن من فتح «الأندلس» ونشر العدل ليس فقط للمسلمين بل لكافة أبناء الأديان السماوية. ولكافة سكان «الأندلس».
وأخيرا، وبعد سنوات من التدبير والتفكر والتخطيط والعمل، تمكن موسى بن نصير وطارق بن زياد من فتح الأندلس بالتعايش والتعاون مع الآخرين، وحرصوا على نشر العدل ورفع الظلم وبسط العلم، وتبوأت الأندلس في عهد المسلمين الذي استمر لثمانمائة عام مكانة رفيعة وباتت تشع نورا وحضارة وعلما وفكرا وإبداعا وساهمت في نقل أوروبا من عصر الظلمات إلى عصر العلم والنور.
«قصة الأندلس» بالفعل قصة إسلامية حضارية عظيمة تستحق أن تروى وأن تقال للأجيال الحديثة بكل ما فيها من عبر ودروس نحتاجها في عالمنا اليوم، عالمنا الذي تفرقنا فيه ولم نعد نتعاون فيه مع بعضنا البعض، وغابت فيه روح التخطيط والعمل الصحيح، وغاب فيه التعاون والتعايش ليس مع الآخر فحسب بل مع الذات أيضا.
شكرا عمرو خالد على اختيار هذه القصة «المؤثرة» في تاريخنا الإسلامي العظيم.