-A +A
بدر بن سعود
مؤتمـر المبتعثيـن السعودييـن في بريطانيا كان الوحيد سعوديا حول العالم، وفكرة المؤتمر وإدارته حتى عامه السادس كانت طلابية بالكامل، قبل أن تقرر الملحقية الثقافية في لندن مخالفة لائحتها الجديدة وتجريد ممثل الأندية السعودية في المملكة المتحدة وايرلندا، أو ما يعرف مجازا برئاسة الأندية، من حقه الأصيل في تنظيم المؤتمر السابع، وتـرد الرئاسة المنتخبة لإدارة الأندية بتقدم استقالة جماعية ذيلتها بقائمة أسباب، والثانية معروفة لكل من عمل في الأندية وتعامل مع ملحقية لندن في السنوات الأخيرة.
مشكلة أندية بريطانيا السعودية في ميزانيتها وفي أسلوب التعامل معها، فقدت كنت رئيسا منتخبا لها في دورة 2012 واستلمنا مبالغ مليونية، ورغم أن الرقم كبير نسبيا بالريالات السعودية، إلا أنه عند توزيعه على الاندية والمراكز التعليمية والانشطة الرئيسية، وبحساب القيمة الشرائية للجنيه الاسترليني، لا يساعد هذه الكيانات الطلابية كثيرا ولا يسد احتياجاتها الأساسية، وللمقاربة، المخصص للنادي السعودي الواحد في بريطانيا لايقارن بربع المخصص لشبيهاته السعودية في استراليا على سبيل المثال، والمؤتمر الطلابي وهو الإنجاز الأهم والأبرز لأي دورة إدارية للاندية، يكلف مبلغا ضخما، وبعض الجامعات تحرص على رعايته ولو دفعت فوق ميزانيته المقررة. وأقولها من واقع خبرة وتجربة مباشرة، فقد قاومنا عرضا مشابها من جامعة سعودية احتكرت المؤتمر لسنوات، ولأسباب أكاديمية لا علاقة لها بالعواطف والحسابات الخاصة، بعدما باركته الملحقية الثقافية بدون مشاورة، ولكن الطرف المقابل لم يستقبلها كما يجب، وبدأت حملة مشحونة ضدنا، لدرجة أن رعـاة دائمين وثابتين تقريبا لأنشطـة الأندية في بريطـانيا، اعتـذروا عن رعاية فعاليات معتادة بدون توضيحات، وطويت الصفحة ونتمنى أن لا تفتح.

أذكر ما ذكرت وفي البال خبر نشرته صحيفة محلية قبل أسيوع أو يزيد، جاء فيه أن مجموعة من الجامعات السعودية نفذت مؤتمرا في مدينة صغيرة اسمها «سيدر سيتي» بولاية «نيفادا» الامريكية، والولاية تحتضن مدينة القمار الشهيرة «لاس فيغاس» وتسمح بالمقامرة عمـوما بشرط أخذ تصـريح، وحمل الجهـد الأكاديمي المقدر اسم «المؤتمر العالمي في الثقافة والتعليم والتربية» وقيل بأنه موجه للطلبة المبتعثين والجالية العربية، والملفت في الموضوع هو عقـد المؤتمر في شهر شعبان وفي موسم «الشعبنة» وتـزامن موعده مع سفر معظم مبتعثي المدينة السعوديين وعددهم يصل لثلاثمائة إلى المملكة، وان محاضراته الموزعة على يومين تناولت قضايا مهمة للمبتعثين، كالنحو والصرف والشعر العربي والأدب الإنجليزي، إضافة إلى أن إجمالى السكان في المدينة لا يتجاوز في أحسن الأحـوال خمسة وثلاثين ألف، ولم يحضــر المـؤتمر في اليوم الأول، وبشهادة مراسل الصحيفة، إلا تسعة أشخاض بينهم عضو هيئة تدريس من جنسيـة عربية يعمل في جامعة سعودية رافقه أبناؤه، وهـم يدخلون في مجموع الحضــور بالتأكيد، وشارك فيه ستـة وأربعون أكاديميـا من المملكة، مما يعني أن نسبة المشاركة فاقت نسبة الحضور، وهؤلاء لم يحضروا على حسابهم بطبيعة الحال، ودفعت جامعاتهم تكاليف تذاكر السفر والإقامة والتنظيم وغيرها، وهذه منفــردة وقياسا على ما صرف في المؤتمر العلمـي السعودي الدولي السـادس في بريطانيا، تستهـلك ثلاثة أرباع الميــزانية، والجامعات السعـودية ستقيم المؤتمر للمرة الثانية في ديسمبر، وبحسب الصحيفة، درجة الحرارة في المدينة تنحفض إلى 30 تحت الصفر في هذا الشهر، وأهلها يغادرونها لقضاء إجازة نهاية العام في أماكن دافئة.
العجيب أن الجامعات السعودية، مثلما قالت الصحيفة، لم تعلن رسميا عن مؤتمرها، والنادي السعودي في المدينة رفض مساعدتها، وأشار إلى أنه لا يعرف ميزانية المؤتمر ولم يشعر بإقامته من الملحقية الثقافية في أمريكا أو الجهات الحكوميـة في المملكة، والمفـروض الاستفادة من خبـرات ملحقية لندن، فالروتين جميل ومطلب ضروري لحفظ المال العام.