-A +A
عبد الكريم الذيابي (الطائف)
أعاد افتتاح مستشفى الملك فيصل بمحافظة الطائف للأذهان قصة بدايات الخدمات الصحية في المحافظة عبر هذا الصرح الطبي قبل نحو 90 عاما. ففي عهد المؤسس الملك عبدالعزيز «طيب الله ثراه» تم إنشاء أول مستشفى بالطائف مع بداية عام 1343 / 1924م، بمسمى صحية «مستشفى صغير» في حي قريب من المنطقة المركزية حاليا. وكان يعمل بالصحية مجموعة من الأطباء في الباطنية والأسنان والجراحة والتمرجية «الممرضين» وصيدلي واحد وذلك قبل إنشاء وزارة الصحة.


وفي يوم السبت 27/6/1353هـ / 1934م كان عصر العمران قد شعت أنواره فتجلت فيه الإنسانية تبتسم عن عواطفها وأنبل شمائلها، إذ نظمت رئاسة هيئة الإسعاف الخيري بالطائف حفلا رائعا في الساحة الواقعة غرب مسجد عبدالله بن عباس «موقع المستشفى حاليا». وشرف الحفل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل النائب العام لجلالة الملك حينذاك. وكان في معية سموه لفيف من كبار الموظفين والأعيان، فكان الاحتفال له شأن تاريخي لمؤسس هذا الكيان. وقد تكرم سموه فوضع بيديه حجر الأساس لبناء المستشفى الخيري، وألقيت خلال الحفل كلمات الترحيب ونبذة عن المشروع والمال الذي رصد له. فكانت يد الفيصل كريمة عاملة بوضع حجر الأساس وروحا نبيلة تدفع إلى مواساة الضعفاء وعاطفة شريفة تتوق للخدمة الإنسانية. وافتتح المستشفى عام 1356هـ/1937م بعد أن زود بالأسرة والأدوات والآلات الجراحية، وتجهيز غرف العمليات بما يلزمها.
وتواصلت المراحل الأولى في البناء والتعمير الحديث الى أن تم الانتهاء منها عام 1385هـ. وأطلق عليه مسمى «مستشفى الأمير فيصل».
استمر المستشفى في تقديم خدماته طيلة 90 عاما بداية من المستشفى الخيري ومرورا بمسماه مستشفى الأمير فيصل. ثم مستشفى الملك فيصل لتتم بعد ذلك إزالة المبنى في عام 1427هـ، بعد أن أصبح يشكل خطرا على المرضى نتيجة تصدعات خطيرة حدثت فيه، وقد تم نقله إلى مبنى مستأجر لمدة عام ثم أحيل إلى مبنى يقع خلف مستشفى الأمراض الصدرية وتمت إعادة بناء المستشفى على أحدث طراز في شارع الحدائق بعد أن وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حجر الأساس لهذا الصرح الطبي الذي بلغت تكلفته أكثر من 400 مليون ريال ليعود المستشفى ليمارس دوره في بيئة أفضل وأكبر لخدمة سكان الطائف من خلال 500 سرير للمستشفى الرئيسي، و300 سرير لبرج النساء والولادة. وتبلغ مساحته الإجمالية للموقع 159.000م2 والمساحة الطابقية الإجمالية 73400م2، حيث روعي في المشروع تطبيق أعلى المعايير والمقاييس العالمية في تصميم المشروع. وتبلغ مساحة القبو 12000م2 ومصمم كملجأ حسب المعايير والمقاييس الخاصة بذلك ومتصل بواسطة أنفاق رابطة بالبرج الطبي للنساء والولادة ومبنى الخدمات ومربوط بالدور الأول بعدد (9) مصاعد و(7) سلالم ويشمل أقسام النظافة، التيار المنخفض، الاتصالات، سجلات الموظفين، ماكينات التكييف، المغسلة، منطقة التحميل والتنزيل. والدور الأرضي بمساحة 11650م2 ويشمل البهو، الادارة، المطبخ، قاعات الطعام، الصيدلية المركزية والمختبر المركزي والأشعة بأنواعها، وقسم الطوارئ والحوادث بسعة 62 سريرا مع غرفة عمليات وغرفة إنعاش قلبي ورئوي ونظام مراقبة حالة المريض الطبية وعيادات الفرز الطبي وكامل خدماته المساندة، وأيضا جراحة اليوم الواحد ومجهزة بعدد 6 غرف عمليات صغرى وغرفة عمليات كبرى، حيث جهز بأحدث التجهيزات العالمية في مختلف أقسامه وبالذات غرفة العمليات والمختبرات والأشعة والأقسام الأخرى المساندة. الدكتور معتوق بن محمد العصيمي مدير الشؤون الصحية بمحافظة الطائف اعتبر المستشفى الجديد نقلة في الخدمات الصحية في المحافظة، لافتا أنه يأتي امتدادا لمشاريع الخير والنماء التي توليها حكومتنا الرشيدة كل الاهتمام والرعاية من أجل تقديم أفضل الخدمات للمواطنين.
وأشار الى ان العمل يجري حاليا في العديد من المشاريع الصحية الجديدة في محافظة الطائف في إطار التوسع في الخدمات الصحية المختلفة. وتوجد في الطائف حاليا 14 مستشفى، إضافة الى 113 مركزا صحيا تنتشر في كافة المدن والقرى والهجر.