-A +A
خالد بن علي القرني
لم أتوقع أن ينهال على بريدي الإليكتروني هذا السيل الجارف من الرسائل الإليكترونية إثر نشر المقال المتعلق بالأيتام واليتيمات ومن في حكمهم من ذوي الظروف الخاصة، وقد حملت هذه الرسائل شجونا وقضايا بثها الأيتام واليتيمات ومن في حكمهم، أحسبها في منتهى الأهمية والحساسية، وتقتضي الإشارة إليها استكمالا للتأصيل الشرعي وحقوق الأيتام الذي تناولته المقالة السابقة، وذلك من باب الأمانة وإيصال صوت هذه الفئة الغالية على قلوبنا جميعا إلى المسؤولين، وقد تركز معظمها حول قلة وجود متخصصين في الأنشطة بالآلية والطريقة التي تريحهم وتناسبهم، والضيق الشديد والألم الكبير الذي يسببه لهم مناداتهم بألفاظ مثل «لقيط أو لقيطة، أو ابن حرام أو بنت حرام» وما شابهها من ألفاظ جارحة لهم، واشتكت بعض اليتيمات من وضع شروط تعجيزية على راغبي الزواج منهن مما قد يتسبب في تأخر زواجهن، وانتقد الأيتام بشدة وألم أسلوب التعامل من بعض المختصين والمختصات بالمراكز والدور ذات العلاقة بهم وبشؤونهم، مؤكدين أنها تعتمد على التسلط والشدة والقسوة بعيدا عن الحوار والتفاهم والأسلوب التربوي، ويرغب البعض منهم في رفع الإعانات المالية في جميع شؤونهم إلى أكثر مما هي عليه، كما طالب البعض بالاهتمام بعملية تعليمهم الجامعي والعالي وتسهيل العقبات التي تعتور طريقهم في القبول وفي السماح لهم بالتفرغ للدراسة، مع السعي في توظيفهم بالتنسيق مع الوزارات المختلفة وذات العلاقة لتأمين الأعمال المناسبة لهم ليتمكنوا من تأمين مورد الرزق والأمان الوظيفي، لأن نسبة منهم غير موظفين ولم تفلح مساعيهم في الحصول على وظائف مناسبة، هذه أهم مطالب أحبائنا الأيتام وأحسب أنها مطالب مشروعة وواجب الوفاء بها وتحقيقها بالشكل الذي يرضي الله سبحانه وتعالى ثم ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين، الذي لم يألُ جهدا في دعم هذه الشريحة الغالية من مجتمعنا، حيث تحفل ميزانية الشؤون الاجتماعية بمبالغ طائلة لهذا الهدف النبيل وهذا الواجب.
خاتمة: قال رسول الله صلى الله عليه سلم: «خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يُحسن إليه، وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يُساء إليه».
* أكاديمي سعودي


alqarni1978@yahoo.com