-A +A
إبراهيم علوي«جدة»

أماطت الأجهزة الأمنية في جدة اللثام عن أحد الأطباء المزيفين مارس المهنة كطبيب عام في عدة منشآت صحية بالمملكة بشهادة مزورة، وكان خلالها يقدم الخدمات العلاجية للمرضى من كشف وصرف أدوية، مؤكدا من خلال الشهادة التي قدمها للجهاز الإداري لتلك المستشفيات أنه طبيب درس المهنة وتخرج ويحمل شهادتها وشرع في ممارستها.



سقوط الطبيب المزعوم جاء بعد أن تلقت شعبة التحريات والبحث الجنائي معلومات بحثية أشارت الى وجود شخص من جنسية عربية يمارس مهنة الطب في مستشفى خاص بتخصص طبيب عام ويقدم خدمات علاجية للمرضى وقد قام بتقديم شهادة طب أفاد أنها صحيحة وجرى اعتمادها وتشغيله دون أن يتم كشفه، فيما أشارت المصادر الى أن ذات الطبيب المزيف قد سبق له أن عمل في مستشفى خاص منذ فترة قبل أن ينقل خدماته الى المنشأة الطبية الأخرى وبراتب أكبر، حيث ظل يمارس المهنة.

الأجهزة الأمنية بشرطة جدة شرعت في تنفيذ أعمال التحري والاستقصاء، وتم تشكيل فريق عمل من شعبة التحريات والبحث الجنائي بمتابعة من مدير شرطة جدة اللواء عبدالله القحطاني ومدير شعبة التحريات والبحث الجنائي العقيد عيضة المالكي وضباط الجنائية ونفذها الرائد أسامة الحربي رئيس وحدة المتنوعات، حيث تم تحديد المنشأة التي يعمل بها الطبيب المزعوم ومراجعته في ذات العيادة، وبالتأكد من المعلومات اتضح أنه قدم شهادة طب صحيحة غير أن المعلومات المدونة بها قد تم تزويرها، وهو ما تم التثبت منه قبل ان تتحرك الوحدات البحثية لضبطه داخل مسكنه، وقد تفاجأ الطبيب المزيف بضبطه وحاول جاهدا التأكيد على أنه يحمل شهادة دكتوراه وأنه لا صحة لقيامه بتزوير الشهادة.رجال البحث الجنائي سلموا الطبيب المزعوم الى وحدة المتنوعات للتحقيق معه في ممارسة الطب طوال الفترة الماضية، حيث أقر أنه سبق له العمل في 4 منشآت صحية كبرى بمحافظة جدة كان آخرها المستشفى الذي تم ضبطه به، وأضاف أنه سبق منذ أعوام أن مارس المهنة بأحد مستشفيات عسير قبل أن ينتقل الى جدة. وأبان الطبيب المزيف انه حصل على شهادة الطب المزورة بعد أن اشتراها من أحد أبناء جلدته الذي درس فعليا في جامعة عدن غير أنه تعرف عليه وعرض عليه شراءها وهو ما تم بالفعل فقام بتحريف وتزوير المعلومات عليها وقراءة عدد من الكتب الطبية والصحية بهدف معرفة المصطلحات الطبية والأدوية والأمراض واعتمد على خبرات سابقة لديه كونه درس التمريض في بداية حياته غير أنه لم يستمر فيه لصعوبة الدراسة فتركه الى العمل في مهنة كهربائي معدات زراعية.

وأكد لجهات التحقيق أنه يقيم في السعودية منذ 11 عاما غير أنه لم يمارس الطب إلا منذ سنوات قليلة بهدف الحصول على دخل مادي كبير، ونفى ان يكون قد صرف لأحد المرضى أية أدوية تسببت له في مضاعفات، مؤكدا أنه يملك خبرات سابقة في الأدوية واستخداماتها ما جعله يقنع من حوله بممارسته لمهنة الطب.

الملازم أول نواف البوق أكد ضبط سيارة بحوزة الطبيب المزعوم اتضح أنها مسروقة وقد تم تغيير رقم الشاصيه والتلاعب فيه بهدف نقل ملكيتها لصالحه، مضيفا ان الطبيب المزعوم لا يملك شهادة طب وأن الشهادة التي قدمها للمنشآت الصحية مزورة وقد أقر بذلك.

وقال البوق: إن أعمال التحقيق جارية لكشف كل المنشآت الطبية التي عمل بها وعدد المرضى الذين قام بعلاجهم للتأكد من عدم التسبب لهم في مضاعفات.