-A +A
رندا الشيخ
من الحقائق التي لا يمكن أن أخفيها عنك يا قارئي العزيز، ارتباط شهر رمضان بالنسبة لي بالحب. فأنا لا أبالغ إن قلت بأني أشتم عبق الحب في النظرات والنبرات، وأشعر بوجوده في الحركات والسكنات، وأراه منقوشا في بسمات الأطفال وفي تأنيب الأمهات. ولا يعني ذلك غياب الحب فيما سواه من الأشهر، لكن حضوره في رمضان يكاد يطغى على البقية. فنحن ننسى ما يفرقنا من خلافات لنجتمع على مائدة واحدة بحب، ونسعى لتطهير أنفسنا وتزكيتها بحب، ونعطي كما نأخذ بحب! لكن وبالرغم من ذلك، قد تلتقي بمن يسألك: فتشت كثيرا فيمن حولي ولم أجده! هل مازال الحب موجوداً؟ وإن كان كذلك.. فأين أجده؟
في واقع الأمر وبالرغم من تعدد أشكال الحب، وما يختبئ خلف سؤال كهذا من يأس وحسرة، إلا أن الإجابة عليه قد تكون صادمة للوهلة الأولى على السائل إن أجبته بالقول: إنك لن تجد الحب يا عزيزي إن أمضيت حياتك تبحث عنه! فأنت حتما لن تعثر عليه، بل ستلتقيه وتعيشه! قد تلتقيه في اللحظة الأولى التي يحتضنك فيها صدر أمك فور ولادتك، أو مع دويّ تصفيق أصدقائك لك لحظة نجاحك، أو في اليوم الذي يقرر فيه قلبك أن يستسلم لقلبٍ آخر يحتويه بحب! إنها حقيقة هكذا فقط دون تخطيط. فالحب يا صديقي كالطائر الملون الصغير الذي يقف طائعا يغرد بسعادة على حافة نافذتك دون أن تلهث باحثاً عنه، إن اجتهدت في محاولة القبض عليه أفلت منك وجعلك تشعر بالاستياء والخذلان لأنك لم تمسك به، وإن حالفك الحظ مرة ونجحت في الإمساك به، قتلت سعادته.. وسعادتك!

الحديث عن الحب يطول، لكني سأختم مقالي بأن أقول: لا تبحث عن الحب، بل كن جاهزا دوما للقائه، وتأكد بأنه حتما سيعرف الطريق إليك.