يسلط مسلسل «القاصـرات» الضوء على الفكر العتيق الذي مازال متوارثا في المناطق الريفية ليس في مصر فقط بل في عدد من الدول العربية التي لا تحترم الطفولة ولا تضع سنا محددا للطفل ولا تلتزم بما أقرته اتفاقية حقوق الطفل الأممية ولا بنصائح الأطباء الذين أكدوا أن زواج القاصرات جريمة لعدة اعتبارات صحية ناهيك عن مطالبة المهتمين بالشأن الاجتماعي والنفسي أو الحقوقي الذين يرون في زواجهن قتلا للطفولة ووأدا عصريا ممتدا لوأد البنات الذي عرف في الجاهلية ونبذه الإسلام.
المسلسل وإن كانت معالجته الدرامية فنيا عادية للنص الذي كتبته سماح الحريري إلا أنه يحمل رسالة هامة حيث يعتبر أن زواج القاصرات ليس عملا فرديا نتيجة لسوء الظروف الاقتصادية والتعليمية من جوع وجهل وغيرهما، وإنما هو عمل مؤسساتي ينتشر ويتكاثر في ظل غياب تحديد شرعي لسن الطفولة وعدم وجود عقاب رادع، فالعمدة عبدالقوي يمثل السلطة بقوتها وجبروتها في الاستحواذ على كل ما تريد دون رادع، وأيضا في المسلسل يتضح نوع الاستغلال من جهة السلطة والاستسلام من جهة أولياء أمور الفتيات والتغريـر بهم واستغلال ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية وعملهم لدى السلطة، ولعلنا هنا نشير إلى وصف رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور بندر العيان لزواج القاصرات «تزويج القاصرات بالبيع من أجل المال».
العمل الذي أخرجه مجدي أبو عميرة، وإن اتضح فيه الحوار الدرامي الهرمي الصاعد متسارعا بدون حبكة فنية احترافية إلا أنه يتمادى في إيذاء الفنانات اللائي يؤدين الدور كونهن صغيرات وتعريضهن ــ أو إجبارهن ــ بأي وسيلة كانت يخلف لديهن آثارا اجتماعية ونفسية من خلال أدائهن الدور المطلوب في المسلسل وهن لم يتعدين سن الطفولة، وهذا ما أشارت إليه وزارة الصحة بالمملكة في خطابها لهيئة حقوق الإنسان حول الآثار المترتبة على زواج القاصرات حيث أشار الخطاب إلى أن هناك آثارا سلبية عديدة منها؛ فقر الدم، الإجهاض، إضافة إلى ارتفاع حاد في ضغط الدم يؤدي إلى فشل كلوي ونزيف وحدوث تشنجات، زيادة العمليات القيصرية نتيجة تعسر الولادات في العمر المبكر، ارتفاع نسبة الوفيات نتيجة المضاعفات المختلفة مع الحمل، إضافة إلى الآثار على صحة الأطفال، فضلا عما يسببه ذلك من حرمان عاطفي نتيجة فقدان حنان الوالدين والحرمان من عيش مرحلة الطفولة وهو ما يؤدي لتعرضها لضغوط وأمراض نفسية مثل الهستيريا والفصام والاكتئاب وكذلك اضطرابات في العلاقات الجنسية بين الزوجين ناتجة عن عدم إدراك الطفلة لطبيعة العلاقة، وعدم تفهم الزوجة لما يعنيه الزواج ومسؤولية الأسرة والسكن والمودة، والإدمان نتيجة لكثرة الضغوط كنوع من أنواع الهروب..
إن المسلسل وأبطاله استطاعوا تقديم رسالة واضحة نوعا ما رغم المعالجة الدرامية للعمل الفني ككل.. نتمنى أن تساهم هذه الرسالة في إصدار أنظمة عربية ومجتمعية للحد من زواج القاصرات نجد فيها عقابا لكل من عاقد الأنكحة والأطراف المنتهكة لحقوق الطفولة التي رسختها الشريعة الإسلامية وأكدت عليها دول العالم وسنت معاييرها.
المسلسل وإن كانت معالجته الدرامية فنيا عادية للنص الذي كتبته سماح الحريري إلا أنه يحمل رسالة هامة حيث يعتبر أن زواج القاصرات ليس عملا فرديا نتيجة لسوء الظروف الاقتصادية والتعليمية من جوع وجهل وغيرهما، وإنما هو عمل مؤسساتي ينتشر ويتكاثر في ظل غياب تحديد شرعي لسن الطفولة وعدم وجود عقاب رادع، فالعمدة عبدالقوي يمثل السلطة بقوتها وجبروتها في الاستحواذ على كل ما تريد دون رادع، وأيضا في المسلسل يتضح نوع الاستغلال من جهة السلطة والاستسلام من جهة أولياء أمور الفتيات والتغريـر بهم واستغلال ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية وعملهم لدى السلطة، ولعلنا هنا نشير إلى وصف رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور بندر العيان لزواج القاصرات «تزويج القاصرات بالبيع من أجل المال».
العمل الذي أخرجه مجدي أبو عميرة، وإن اتضح فيه الحوار الدرامي الهرمي الصاعد متسارعا بدون حبكة فنية احترافية إلا أنه يتمادى في إيذاء الفنانات اللائي يؤدين الدور كونهن صغيرات وتعريضهن ــ أو إجبارهن ــ بأي وسيلة كانت يخلف لديهن آثارا اجتماعية ونفسية من خلال أدائهن الدور المطلوب في المسلسل وهن لم يتعدين سن الطفولة، وهذا ما أشارت إليه وزارة الصحة بالمملكة في خطابها لهيئة حقوق الإنسان حول الآثار المترتبة على زواج القاصرات حيث أشار الخطاب إلى أن هناك آثارا سلبية عديدة منها؛ فقر الدم، الإجهاض، إضافة إلى ارتفاع حاد في ضغط الدم يؤدي إلى فشل كلوي ونزيف وحدوث تشنجات، زيادة العمليات القيصرية نتيجة تعسر الولادات في العمر المبكر، ارتفاع نسبة الوفيات نتيجة المضاعفات المختلفة مع الحمل، إضافة إلى الآثار على صحة الأطفال، فضلا عما يسببه ذلك من حرمان عاطفي نتيجة فقدان حنان الوالدين والحرمان من عيش مرحلة الطفولة وهو ما يؤدي لتعرضها لضغوط وأمراض نفسية مثل الهستيريا والفصام والاكتئاب وكذلك اضطرابات في العلاقات الجنسية بين الزوجين ناتجة عن عدم إدراك الطفلة لطبيعة العلاقة، وعدم تفهم الزوجة لما يعنيه الزواج ومسؤولية الأسرة والسكن والمودة، والإدمان نتيجة لكثرة الضغوط كنوع من أنواع الهروب..
إن المسلسل وأبطاله استطاعوا تقديم رسالة واضحة نوعا ما رغم المعالجة الدرامية للعمل الفني ككل.. نتمنى أن تساهم هذه الرسالة في إصدار أنظمة عربية ومجتمعية للحد من زواج القاصرات نجد فيها عقابا لكل من عاقد الأنكحة والأطراف المنتهكة لحقوق الطفولة التي رسختها الشريعة الإسلامية وأكدت عليها دول العالم وسنت معاييرها.