-A +A
سامي خميّس
في برحة نصيف وتحديدا غرب بيت نصيف أشهر معلم سياحي في جدة يقع مقعد أيامنا الحلوة الذي تبنى فكرته أشخاص يعشقون تراث جدة ، أختاروا موقعا استراتيجيا لمقعدهم لأنه سياحي وتاريخي ، توفقوا في ديكور المقعد خصوصا بعد أن مزجوا القديم بالحديث ، (الكرويتة ) بمساندها المغطاة بال ( سيجنيًة ) وتوزيعهم للمقتنيات التراثية وتسليط الأضواء عليها بشكل ملفت ، توفقوا وبشكل وفن ملفت بتوزيع اللوحات القديمة لبيوت جدة ومرافقها القديمة مثل الكنداسة ، وسور جدة ببواباته التاريخية.
عمل فردي يجعلنا ننحني له احتراما لأنهم بذلك أثبتوا وبشكل عملي أنه لن يحيي تراث جدة سوى أبنائها المخلصين خصوصا بعد أن تخلي عنها المسئولين عن جدة التاريخية وكذلك الميسورين من أهلها .
المقاعد لها دور تاريخي ومهم في الحياة الإجتماعية في جدة والحجاز بشكل عام ، كانت المقاعد في بيوت الحجاز ملتقي اصدقاء صاحب البيت لجلسة العصرأو للسمر ولأبنائهم ولقائهم بجيرانهم وزملاء دراستهم إما للمذاكرة مع أقرانهم أو في الإجازة المدرسيًة ، أيضا مقاعد بيوتات جدة التجارية كانت تعقد بها الصفقات التي كان التجار يستقبلون فيها وفود الشركات التي يتعاملون معها ، كما كانت المقاعد بشكل عام هي مكان إستقبال الرجال خصوصا أيام العيد لأنها في مدخل البيت في الدور الأرضي .
ذهبت لمقعد ايامنا الحلوة مع بعض الأصدقاء ووجدنا المقعد مكتظا بسياح من أوربا وكم لا بأس به من اخواننا العرب وأيضا الجدادوة الذين يترددون عليه بشكل يومي مع أبنائهم وأحفادهم لإنعاش ذاكرتهم ولإعطائهم فكرة عن تراث الآباء والأجداد في مدينتهم .
مما لفت نظري ونظر من كان معي سعادة وإندهاش بل وإعجاب الإخوة الأجانب ممًن زوار المقعد بعد أن تعرفوا على بعض من تراث وتاريخ جدة .
لفت نظري وفي نفس المنطقة شمال مسجد المعمار التاريخي ترميم قاعة الجمجوم التي علمت من صديقي د. غازي جمجوم أنه فكًر في إحياء القاعة بعد ملاحظته أن تلك المنطقة تشكًل جذبا سياحيا بالرغم من الإهمال في صيانة الطرقات المؤدية اليها ومستوي النظافة المتردي وأضاف بأن القاعة ستكون بازارا سياحيا تعرض وتباع فيه هدايا تذكارية وملابس جداوية و حجازية.

sami@khumaiyes.com