-A +A
صيغة الشمري
الذي تصله معلومة أن الأندية الأدبية في بلادنا لم تتغير معونتها منذ أربعين عاما، يصاب بالحيرة وتداهمه الغرابة بحثا عن سر هذا الإهمال شبه المتعمد، ولا سيما أن الدولة تحاول بكل ما أوتيت من إمكانيات دعم كل ما له علاقة بالشباب وأنشطتهم، أربعون عاما من الإهمال لا بد أن يكون لها أسباب لعل أهمها ــ من وجهة نظري ــ أن السبب الرئيس هو رؤساء الأندية الأدبية أنفسهم الذين يتقوقعون على أنفسهم وينحازون للمنصب الوظيفي أكثر من انحيازهم للثقافة ودعمها وجلب جمهور الشباب لها، في مراجعة بسيطة وعاجلة لما قدمته هذه الأندية الأدبية خلال هذه الأربعين عاما نجد نتاجها لا يكاد يذكر، ولا سيما إذا عرفنا أن مليون ريال قبل أربعين عاما كانت مبلغا كافيا لعمل أنشطة أدبية توازي ما تفعله أي دولة في العالم لدعم ثقافة بلادها.
الحجة التي تحجج بها رئيس النادي الأدبي في الرياض تدين الأندية أنفسها وتحملها مسؤولية تراجع وانعدام أهمية أنديتنا الأدبية التي إن صحت من نومها وأرادت أن تقدم فعالية قامت بجلب مثقف أو مثقفين حولهم جدل وبلبلة تنبئ عن إلغاء الفاعلية قبل إقامتها، منذ أربعين عاما وإعانة الأندية الأدبية هي ذاتها مليون ريال سعودي ــ حسب ما صرح به رئيس النادي الأدبي في الرياض، معلومة يحاسب عليها جميع مسؤولي الأندية أنفسهم؛ لأنهم لا يدركون بشكل حقيقي دور هذه الأندية ولا واجبها الحقيقي تجاه الشباب السعودي الذي في هو أمس الحاجة لمن يستقطبهم استقطابا لينا يحميهم من الانزلاق تجاه التطرف أو الجهات الخارجية المغرضة، لا تدرس الأندية الأدبية ما يحتاجه الشباب على أرض الواقع، وكأن دور هذه الأندية ينحصر حول ندوة يناقش فيها مؤلف عن كتاب أصدره ثم ينفض المولد دون أدنى فائدة، لم أسمع يوما من الأيام أن ناديا أدبيا استضاف مفكرا أو عالما أو رجلا ناجحا يحتاج الشباب التواصل معه للاستفادة منه، كل ما تفعله أغلب أنديتنا الأدبية هو استخدام رئيسها لها في إدارة مصالحة وعلاقاته الشخصية، لا تلمح أي أداء وطني في ما تقدمه هذه الأندية، بل إن أكثر أنشطتها تثير حفيظة الكثير من الناس وتسبب مشكلة جديدة تضاف لمشاكل الرأي العام، وكأننا بحاجة للمزيد منها!.