-A +A
د. فيفيان وهبي

تُعتبر زيادة الوزن و السمنة أحد المشاكل الصحية انتشاراً في العالم، وللسمنة المفرطة تأثيرات ضارة على صحة وكفاءة القلب والشرايين والكبد والمرارة والكلية والبنكرياس والجلد والمفاصل والثدي , والتي تُعد من أخطر العوامل التي تهيئ الفرصة للإصابة بالعديد من الأمراض الشائعة في عصرنا كارتفاع ضغط الدم والفشل الكلوي ومرض السكر والذبحة الصدرية.


تعريف السمنة أو البدانة
البدانة هي الزيادة في كمية الدهون والتي تجعل الجسم غير مألوف عن شكله المثالي، فإذا كانت الزيادة تكمن في وزن الجسم عن وزنه المثالي بمقدار 15- 18 % هذا يعني زيادة الوزن بشكل ملحوظ.
أنواع السمنة
هناك تصنيفات متعددة للسمنة نذكر منها ما يلي :
التصنيف الأول:
وهذا التصنيف يقسم السمنة إلى الأنواع التالية :
1- السمنة الناتجة عن زيادة عدد الخلايا الدهنية : ويظهر هذا النوع من السمنة عند الأطفال، ولا يمكن تقليل عدد الخلايا الدهنية هذه عند إتباع نظام غذائي لإنقاص الوزن.
2- السمنة التي ترجع إلى تضخم حجم الخلايا الدهنية : وهذا النوع من السمنة هو الشائع عند الكبار.
التصنيف الثاني:
وهذا التصنيف يقسم السمنة على الأنواع التالية :
التصنيف العمرى : والذي يعتمد على عمر الفرد الذي تبدأ عنده السمنة في الظهور , ويشمل هذا التصنيف نوعين من السمنة :
- النوع الأول : ويصيب الأطفال حيث تبدأ السمنة في الظهور في سن مبكر بين الرابعة والحادية عشرة وتتميز بكثرة عدد الخلايا الدهنية.
- النوع الثاني : ويظهر في العقد الثالث من العمر وتستمر في الزيادة حتى العقد الخامس أو السادس.

التصنيف الجغرافي
وهذا يعتمد على أماكن تراكم الدهون بالجسم فإذا كان ذلك في منطقة الصدر والبطن سُمي النوع الذكري من السمنة حيث أن هذا النوع شائع بين الذكور، أما إذا كان في منطقة الأرداف أطلق عليه النوع الأنثوي حيث إنه شائع بين السيدات.

أعراض السمنة
تؤدى السمنة إلى بعض الأعراض مثل :
- ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول.
- نقص معدل التنفس.

أسباب السمنة أو زيادة الوزن
هناك عوامل متعددة تتفاعل معا و تؤدى إلى زيادة الوزن وهي :
• قله المجهود البدني.
• أسباب اجتماعية وسلوكية : تعد سلوكيات الأفراد في مجتمعاتنا الحديثة أحد الأسباب في زيادة الوزن.
• تناول الأطعمة الخفيفة بين الوجبات.
• كثرة تناول السكريات والدهون : لتلافي هذا العرض ومنع امتصاص الدهون الضارة يمكن استخدام عقار الأورليستات (الزينيكال ).
• أسباب وراثية والتي تتسم السمنة بأنها صفة عائلية ومن الصعب علينا أن نفصل بين العوامل الوراثية والبيئية للسمنة، لذلك فمن الضروري أن نشجع نمط الحياة النشيط إذا كان هناك استعداد أسرى.
• حجم وعدد الخلايا الدهنية.
• اضطرابات الجهاز الهضمي.
• السن : تظهر السمنة عادة في متوسط العمر إلا أنه من الممكن ظهورها في أي سن، وتعتبر السمنة أكثر شيوعا في النساء حيث تتعرض المرأة للإصابة بالسمنة بعد الحمل أو عند بلوغ سن اليأس.
• أسباب فسيولوجية تؤدى إلى زيادة الوزن نلخصها فيما يلي :
1 - اضطرابات الغدد.
2 - التمثيل الغذائي : أوضحت الدراسات التي أجريت في هذا المجال أن معدل الاحتراق داخل الجسم في حالات السمنة يكون أقل من المعدل الطبيعي.

أضرار ومضاعفات السمنة
يذكر أن تعدد وجهات النظر المختلفة بشأن تحديد مضاعفات السمنة ومخاطرها حيث يحددها في :
- التهاب المفاصل.
- زيادة العبء على القلب والدورة الدموية.
- تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم.
- الإصابة بمرض السكر.
- آلام الظهر شكوى عامة مقترنة باستمرار السمنة.
- صعوبة تحريك وزن الجسم.
- صعوبة تحقيق الاحتياجات اللازمة للبناء والنشاط للعضلات.
- عدم كفاءة الأجهزة الحيوية للجسم.

التأثير على الجهاز التنفسي والجهاز الدوري
وتعتمد الكفاءة البدنية للفرد غالبا على مقدرة مد العضلات العاملة بالأكسجين، وهذا يعنى أن الكفاءة البدنية للفرد أحيانا ما تقيم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على الأقل بالعناصر الآتية:
- وظيفة الجهاز الدوري.
- وظيفة الجهاز التنفسي.
ولذلك فمن الضروري التعرف على أهم اضطرابات الجهاز التنفسي والجهاز الدوري المصاحبة لزيادة الوزن وأثرها على الأداء.

الجهاز التنفسي
يصاحب زيادة الوزن عادة تراكم الشحوم على القفص الصدري وتحت الحجاب الحاجز، وبالتالي يحدث بطء وصعوبة في عملية التنفس وتتمثل فيما يلي :
- قلة النشاط الذهني.
- قلة النشاط البدنى : نتيجة نقص كمية الأكسجين الواصل للعضلات وهذا يجعل العضلات تنقبض وتصبح غير قادرة على الحركة.

الجهاز الدوري
إن الشخص البدين غالبا ما يعانى من ارتفاع نسبة الدهون في الدم وما يترتب عليها من أمراض القلب والأوعية الدموية و أن اضطرابات الجهاز الدوري التنفسي تُعتبر من أهم معوقات عمليات التمثيل الغذائي.

الأمراض المرتبطة بالسمنة
أولاً : السمنة ومرضى السكر
لمعرفة مدى انتشار زيادة الوزن والسمنة بين السعوديين من المصابين بمرض البول السكري ومن غير المصابين بمرض البول السكري، فتم فحص عينة من دم الصائم وعينه بعد ساعتين من إعطاء حمل من الجلوكوز لكل مشارك، وتم حساب معدل انتشار السمنة في العينة كلها , وكذلك في المصابين بمرض البول السكري وغير المصابين بمرض البول السكري من الذكور والإناث كل على حدة، وأظهرت النتائج وجود السمنة وزيادة الوزن في 13.05 % و 27.23 % من الذكور وفى 20.26 % و 25.20 % من الإناث على التوالي.
ثانياً : السمنة وأمراض القلب
زيادة الوزن والسمنة من أكبر عوامل الأخطار المؤدية إلى الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية التي تحتل صدارة الأمراض المتسببة للوفاة، وتم حساب نسبة كتلة الجسم ومحيط الخصر ونسبة الخصر للطول والخصر للأرداف وقد وجد أن الأشخاص الذين يعانون من البدانة يتعرضون بنسبة أعلى للإصابة بارتفاع ضغط الدم وزيادة الكوليسترول الكلى.
ثالثاً : السمنة وارتفاع ضغط الدم
تصل نسبة ارتفاع ضغط الدم بين البدينين إلى ثلاثة أضعاف نسبته بين العاديين وأن تخفيض الوزن مع التقليل من تناول ملح الطعام عند مرتفعي ضغط الدم يحسن ضغط الدم في حدود تصل إلى 50 %.
أما عن العلاج الفعال للسمنة فيتلخص في تغيير نمط الحياة باتباع أساليب الغذاء الصحيحة والصحية دون مبالغة مع ممارسة الرياضة بشكل شبه يومي، ويمكن استخدام عقار الاورليستات (الزينيكال) لمنع امتصاص الدهون الضارة بصحة القلب والجسم، والحفاظ على وزنك المثالي هو مكسب لصحتك وصحة كل الأجيال لمجتمع سليم.

الدكتورة فيفيان وهبي استشارية أمراض السمنة