-A +A
قراءة: هشام لاشين (القاهرة)
في إطار القضايا الاجتماعية المؤثرة على الأسرة بشكل مباشر، وبخاصة جحود الأبناء للآباء في مقابل حب المال والثروة بأي ثمن، ولو على حساب أي قيمة تدور أحداث مسلسل «ميراث الريح»، وهو جزء من التحولات الدراماتيكية التي يمر بها المجتمع حاليا.
تدور أحداث المسلسل حول «إبراهيم الطيب» رجل عصامي نجح في تكوين ثروة كبيرة بكفاحه ومجهوده، وحين يتعرض لحادث يشعره أنه قريب من الموت يقرر كتابة كل ثروته باسم زوجته «فردوس»، لكن تشاء الظروف أن تموت قبله فيذهب الميراث إلى الأبناء، ويبدأ الصراع بينهم وبين الأب الذي يقرر الزواج من فتاة فقيرة «رحمة» بعد وفاة زوجها وتعيش معه حياة مرفهة، لكن الأبناء يبدأون في التدخل، ويصل الأمر لمحاولة قتلها قبل أن ينجحوا في طلاقها من والدهم، وتتزايد الشكوك حول ثروة «إبراهيم الطيب»، ويبدأ أولاده في البحث عن خيوط تصل بهم لحقيقة ثروة والدهم، وهل فعلا كونها من المصانع التي يمتلكها، أم أن هذه المصانع ستار لتجارة غير مشروعة، لكنهم لا يصلون لشيء يؤكد مخاوفهم، ويخبر «الطيب» أولاده أنه كتب كل ثروته باسم زوجته فردوس، ويأتي موظف من الشهر العقاري ليشرح للحاج إبراهيم الطيب أن أوراق الشركات يجب أن يتسلمها الورثة.

ويبدأ الصراع بين الأبناء على إقصاء والدهم من إدارة المجموعة بعد الحجر عليه، ويتواصل التحدي للأب بالتنغيص عليه في حياته، ويصل الأمر لمحاولة الاستيلاء على الفيلا التي تتبقى للأب ويسكن فيها، لكنه ينجح قانونا باستعادتها باعتبارها ميراثه من الأم وفي حدود حصته، في لحظة فاصلة يتذكر «الطيب» كل الأخطاء التي فعلها ولداه ثابت وماجد طوال حياتهم، وما تحمله بسببهم، فيقرر الابتعاد لفترة دون أن يعلم أبناؤه بمكانه وبمجرد عودته يستأنف الأبناء رحلة الجحود مع الأب.
قضية هامة تبعد عن السائد في مسلسلات هذا العام من مشاكل سياسية لتكشف عن وجه آخر من صراع الثروة والجحود الذي وصل إليه بعض الأبناء ونهمهم للمال بأي طريقة ودن شبع، تجسد سمية الخشاب دور(رحمة)، والشخصية بشكل عام تمر بالعديد من المراحل في المسلسل تبدأ بمرحلة الفوتومونتاج بعلاقتها بزوجها وتخطيطها لحياتها ثم مرحلة موت زوجها وعلاقتها بمحمود حميدة وصراعها مع العاملين في المستشفى الذي تتولى إدارته ثم حملها وإنجابها دور يحمل انفعالات وتحولات قدمتها بصورة جيدة، أما طارق الإبياري، فيقدم شخصية «ماجد» الابن الأصغر، شاب شرير ومدمن للمراهنات والقمار، وزوجته مدمنة أيضا للمخدرات (نهى عابدين)، وهى امرأة متسلطة وطماعة كل ما يشغلها هو كيفية الاستيلاء على ثروة والد زوجها بالرغم من إنها تنتمى لعائلة أرستقراطية. شارك الفنان «محمود حميدة» العائد للدراما التلفزيونية بعد غياب 23 عاما في كتابة سيناريو وحوار مسلسل «ميراث الريح»، مع الكاتب الكبير مصطفي محرم، كما يقدم دورا رائعا يجمع فيه بين الشجن الإنساني والقوة والانكسار النفسي بشكل رائع يضيف به إلى رصيده الفني، والمسلسل شاركت في بطولته الفنانة الكبيرة عفاف شعيب في دور الأم الطيبة التقليدي لها في مرحلة ما بعد الحجاب، بالإضافة لمجموعة من الأسماء الشابة مثل ياسمين جمال وصفاء مغربي وشريف باهر، بينما جاء إخراج يوسف شرف الدين سلسا وبسيطا بما يلائم موضوع المسلسل الذي يعتمد على الأفعال وردود الأفعال مع بعض التأمل، ولذلك جاء الإيقاع متسما ببعض الرتابة التي تتواصل في معظم مسلسلات هذا العام.