صدق من قال إن شهر رمضان محطة لشحن بطارية الإيمان، ويرتفع مؤشر الإيمان إلى مستوى عالٍ من رضى الله لدى كل مسلم؛ لأنه شهر خير وبركة وصلاة وذكر وصدقة، ومن لم يكن له رمضان مدعاة للتزود بالإيمان، فإن بقية الشهور تتعب معه ويتعب معها، فالمتوقع من القلب (موقع البطارية) بعد رمضان البدء في العد التنازلي وانخفاض مؤشر الإيمان، ولعلم الله ــ سبحانه وتعالى ــ بحال الإنسان وضعفه تعاهده خلال العام بمحطات «شحن» تمد روحه وقلبه بالإيمان، وهي محطات من نفس نوع رمضان أي الصيام، وأولها صيام ستة أيام من شوال، وجعلها الله ــ سبحانه وتعالى ــ من مكملات شهر رمضان (من صام رمضان وأتبعه صيام ستة أيام من شوال)، فهذه محطة شحن أولى للتزود بالإيمان، أما المحطة الثانية فهي المحطة الشهرية الثابتة صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وهي وصية الرسول الكريم ــ عليه الصلاة والسلام ــ لأبي بكر الصديق ــ رضي الله عنه، حيث يقول: أوصاني خليلي بثلاث، منها صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وهي الأيام البيض (13و14و15)، أما المحطة الثالثة للشحن فهي صيام يومي الاثنين والخميس، حيث هذان اليومان ترفع فيهما الأعمال إلى الله، وكما قال ــ عليه الصلاة والسلام ــ معللا صيامه لهما أنه يحب أن ترفع الأعمال وهو صائم، ورابع المحطات الخاصة بالشحن المركز للإيمان، فهو صيام يوم عرفة، وهو التاسع من ذي الحجة، حيث إنه يوم روحاني وأجره كفارة الذنوب للسنة الماضية، أما خامس المحطات فهي صيام يوم عاشوراء، وهو صيام يوم العاشر من شهر الله المحرم، وهو يوم نجى الله فيه موسى ــ عليه السلام، وكما قال الرسول الكريم: نحن أحق بموسى ــ عليه السلام ــ من اليهود، هناك من يتعهد بطارية شحنه بالصوم على طول فيشحن يوما بعد يوم، وذلك صيام سيدنا داوود ــ عليه السلام، فقد كان يصوم يوما ويفطر يوما، وهو خير الصيام ولا زيادة عليه، هناك صيام النذر وهو واجب الأداء، لكنه ــ أي النذر ــ مكروه وهو لا يأتي إلا من بخيل، وهناك صيام أيام الكفارات بشتى أنواعها ومقاصدها، وكلها مع أنها تؤدى إجبارا وحقا ملزما تظل محطات تزود النفس بالتربية والقلب بالإيمان.
إن من كرم الله أن وسع ونوع فيما يمكن أن يغذي القلب بالإيمان ويشحن بطاريته، ولم يقصره على نوع واحد، والصلاة نوعية عالية الجودة من الايمان الذي يمكن أن يغذي النفس والقلب والروح، والصدقة والإنفاق يسيران الحياة ويبعدان المرض ويذهبان الهم والغم، وأعمال كثيرة هي في حقيقتها محطات لشحن بطارية الإيمان بعد رمضان عبر عنها القرآن الكريم بمصطلح واحد ألا وهو «الأعمال الصالحة»، وذلك في العشرات من الآيات القرآنية (الذين آمنوا وعملوا الصالحات).
إن من كرم الله أن وسع ونوع فيما يمكن أن يغذي القلب بالإيمان ويشحن بطاريته، ولم يقصره على نوع واحد، والصلاة نوعية عالية الجودة من الايمان الذي يمكن أن يغذي النفس والقلب والروح، والصدقة والإنفاق يسيران الحياة ويبعدان المرض ويذهبان الهم والغم، وأعمال كثيرة هي في حقيقتها محطات لشحن بطارية الإيمان بعد رمضان عبر عنها القرآن الكريم بمصطلح واحد ألا وهو «الأعمال الصالحة»، وذلك في العشرات من الآيات القرآنية (الذين آمنوا وعملوا الصالحات).