-A +A
حاوره: مصطفى أبو عطا
حمل نائب رئيس حزب النور السلفي الدكتور بسام الزرقا مسؤولية ما يجري في مصر من استقطاب سياسي لجماعة الإخوان المسلمين، مؤكدا أن جماعة الإخوان كانت ترفض كل النصائح التي يقدمها حزب النور، مشيرا لو أن الجماعة استجابت لهذه النصائح لما وقعت مصر في هذه الورطة.
وأضاف أن الممارسة السياسية في مصر باتت تدار من الشوارع الآن في ظل الاعتصامات التي ينفذها الإخوان في ميدان رابعة العدوية والنهضة، متابعا: كنا نتمنى أن نعيش ممارسة سياسية مؤسساتية من أجل دور مصر الحضاري.. فإلى تفاصيل الحوار:

• ما هي رؤيتكم للمشهد السياسي الحالي في مصر؟.
قبل الحديث عن المشهد الحالي لا بد أن نعرف ما الأسباب التي أدت بنا إلى هذا المشهد الآن، فالبداية منذ ثورة 25 يناير عندما خرج الشعب المصري للقضاء على النظام السابق الذي لم يقدم للمصريين حياة كريمة وعدالة اجتماعية، بالإضافة إلى استخدام الكثير من الممارسات الأمنية والتي كان فيها إهدار للكرامة الإنسانية ولذلك قامت ثورة 25 يناير. ثم عندما جاء وقت البناء نشب الخلاف بيننا لأن الكل كان تحت مظلة حكم القهر والكبت في حكم الإخوان، لذلك لم نحسن التحاور مع بعض والكثير من القوى السياسية لم تدرك طبيعة المرحلة أنها مرحلة انتقالية وكل مرحلة لها سمات كم أن لها متطلبات.
لكن المشكلة أن معظم القوى كانت تلعب السياسة على طريقة كل شيء أو لا شيء وبالتالي دخلنا في حالة استقطاب حاد كما ظهرت المطالب الفئوية وشعور قطاعات عديدة بأن المرتبات وما تحصل عليه من خدمات لم تقدم أي شيء لهم.
• ألا تتفق مع الرأي القائل بأن الإخوان يريدون أن يجعلوا من أنفسهم ضحية؟.
يريدون أن يقوموا بتمثيلية هدفها أنهم الضحية هذا غير صحيح، فالإخوان بالفعل يشعرون أنهم ضحية مؤامرة ويرون أنهم على حق وهم يبذلون الجهد في سبيل هذا الحق، وهناك فارق بين أن تختار لنفسك دور الحكم الذي يستخدم الكروت الصفراء والحمراء أو أن تختار لنفسك دور الجلاد الذي يعاقب من حكم عليه بأنه المخطئ  ودور حزب النور الذي يتمنى أن يكونه هو دور الطبيب الذي يداوي الجراح ويعمل على الصلاح.
• هل تعتقدون أن قيادات الإخوان يدركون جيدا أن ملف مرسي قد أغلق، وأنهم يستخدمون الحشود لتحسين وضعهم التفاوضي؟.
كان هناك دائما خلاف بين حزب النور والإخوان في توصيف الواقع  وتفسير الرسائل التي تأتي من هنا وهناك، وكثيرا نصحناهم بإجراءات ترضي المطالب الشعبية لكن للأسف كانوا يرفضون في البداية ثم يحاولون الاستجابة في الوقت الضائع كالعادة ولو كانوا استجابوا لثلاث محاولات تم طرحها من حزب النور منها ترشيد أدائهم السياسي، أظن أن مصر ما كانت لتقع في الورطة الحالية.
• إذن ما هو الحل من وجهة نظر حزب النور؟.
الحل أن نحسم اختيارنا بوضوح، هل المقياس هو الصندوق أم لي الذراع؟، ولا بد أن يفهم أصحاب أسلوب لي الذراع أنهم يدخلون البلاد في حرب أهلية، ولكن إذا اخترنا الصندوق في هذه الحالة يجب أن يتوقف من يجعل من نفسه وصيا على إرادة الشعب وتتم انتخابات برلمانية في أسرع وقت ممكن فيصبح عندنا من يستطيع أن يتكلم باسم الشعب ويقول الشعب يريد والشعب يضع خارطة الطريق التي تحقق طموحاته.
• حزب النور الذي يحظى باحترام من يختلفون معه أصبح مسلكه السياسي محل استغراب إذ إنه أعلن انسحابه من خارطة الطريق ثم رفض اختيار الدكتور محمد البرادعي والدكتور زياد بهاء الدين لرئاسة الوزراء، ثم تلاه الاعتراض على تولي رئيسة الأوبرا وزارة الثقافة، بكل ما سبق هل يعني أن الحزب باق في اللعبة السياسية أم خرج منها؟.
نحن خارج خارطة الطريق اعتراضا على الممارسات الاستثنائية والتكميم الانتقالي لوسائل إعلام وغلق فضائيات والمصادفة أنها كلها إسلامية والتوسع في الاعتقالات التي تضفي الكثير من علامات الاستفهام، واستنكارا لهذه الدماء والمذابح والتي لا يتم القبض على واحد ممن قاموا بهذه المذابح، لذلك قررنا الخروج من خارطة الطريق، وكوننا خرجنا من خارطة الطريق لا يعني أننا خارج الحياة السياسية، فنحن حزب ذو وزن ولا يسعنا أن نتقاعس عن لعب الدور الذي يرفع من شأن مصر.
• هل كنتم مع إنهاء عهد الإخوان بهذه الطريقة؟.
كنا نتمنى أن يتم إعلان رأي الشعب من خلال الآلية الوحيدة، وبعد استكمال بناء المؤسسات اللازمة لممارسة الحياة السياسية، وفي الحقيقة الأداء السيئ لمجلس الشورى وعدم قدرته على إخراج قوانين الانتخابات في الوقت المناسب حتى يتسنى تكوين حكومة حقيقة باختيار شعبي تام حسب الدستور والذي فيه المنصب الأقوى في مصر داخليا هو لرئيس الوزارء وليس لرئيس الجمهورية، فالفشل في إخراج القوانين مع غياب آلية التصحيح ألا وهي مجلس النواب أدى إلى انسداد سياسي فطفح الكيل وتم التذمر الشعبي وكان ما كان.