-A +A
إبراهيم إسماعيل كتبي
تتسارع الأحداث الدامية لحرق مصر وتتصاعد المؤامرة بقاطرة الإخوان، وتتكشف حقائق دامغة عن مؤامرة دفع البلاد إلى فتنة أخطر، لطالما حذر منها عقلاء الأمة وفي مقدمتهم حكيمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ــ حفظه الله ــ وكلمته الحازمة بتأكيد موقف المملكة القوي التاريخي الداعم للشعب المصري الشقيق وخياراته المشروعة، وتحذير قوى التدخل الخارجي من خطورة إشعال الفتنة، ودعوته رعاه الله، عقول مصر وعقلائها وعلمائها وشعبها والأمة إلى التصدي للمؤامرة والإرهاب، وأن المملكة لن تترك مصر وحدها حتى تستعيد عافيتها وتصل إلى بـر الأمان والاستقـرار.
إن الفتن الكبرى تبدأ صغيرة خادعة بشرارات الانقسام بين الشعب الواحد، ثم بين أبناء الدين الواحد بأحزاب وجماعات ترتدي عباءة الدين زورا وبهتانا، ولا تعترف بمفهوم الوطن إلا باعتباره جزءا أو ولاية في خلافة وهمية خادعة، يشعلون بها صراعات على أساس ديني، والدين منه بـراء، وجميعهم جنحوا بعيدا عن صحيح الدين إلى الإرهاب المنظم، وتدمير الدولة واقتصادها ومستقبلها، فقد تركوا الدعوة إلى الله على بصيرة، بعد أن امتطوها كوسيلة وليس غاية، لتنفيذ مخططهم باسم الدين، ونراهم اليوم يمارسون العنف والإرهاب ضد دولتهم وشعبهم (أنا ومن بعدي الطوفان).

إن الدول الغربية كرست الحوار سبيلا لشعوبها، وارتضت الديموقراطية كنظام سياسي وآلية لتحقيق استقرارها وتطورها، لكنها بخبث وتخطيط ودعم دفعت ببريـق شعارات الديموقراطية وحرية التظاهر لإشعال الصراع ودفع جماعات التطرف والتآمر إلى السلطة لتدمير بلادهم، وتقسيمها عرقيا وطائفيا وسياسيا، وهاهو تنظيم الإخوان وتيارات متحالفة معه يلجأ إلى العنف المسلح ويحرق مصر بمبدأ فاشي وشوفينية مقيتة للجماعة ( أنا أو الدمار ) وأسقطوا من قاموسهم تعاليم ومبادئ الإسلام وقيم الحوار والقواسم المشتركة، وقاعدة (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح) وبغياب هذه المبادئ وآليات الحوار كان العنف سبيلا، واستباح الإرهاب الإخواني كل شيء بالقتل والتدمير والتآمر. إنهم يحرقون بلادهم ويلتقون مع الحاقدين الكارهين في مؤامرة دنيئة باتت مفضوحة للقاصي قبل الداني..
إن جماعة الإخوان وجماعات التطرف بمشروعها وجرائمها أشد خطرا على بلادهم وعلى الإسلام والأمة، وباتت في خندق واحد مع الأعداء، وهذا يستوجب التصدي لها بحسم وإرادة وقوة، واعتصام الشعوب والأمة بحبل الله المتين، لتجاوز المحنة الأخطر والقضاء على الفتنة والمؤامرة الأكبر.