تشكل المسألة المصرية تحديا لكل إمكانات التوقع، فإذا كانت الجماعات الإسلامية التي تعتبر جماعة الإخوان المسلمين أبرز ممثل لها قد ألحت في أدبياتها على إعلان الخصومة مع الغرب عموما، والولايات المتحدة الأمريكية على نحو خاص، ووصمت كل من تخاصمهم بالتواطؤ مع المخططات الغربية والأمريكية في المنطقة، فإن من غير المتوقع ــ عندئذ ــ أن يكون الغرب، وعلى نحو محدد أمريكا، على رأس من ينتصر لهذه الجماعات وينتقد ما قامت به الحكومة المصرية من إجراءات لحماية الشعب المصري من هذه الجماعات التي لم تستنكف عن ممارسة العنف والتخريب وتعريض أمن المواطنين وممتلكاتهم للخطر، في الوقت الذي لم تعد فيه هذه الجماعات، ممثلة في الإخوان المسلمين، تتردد في المطالبة بتدخل أجنبي ينقذها مما آل إليه أمرها، متجاوزة بذلك مفاهيم السيادة الوطنية والاستقواء بمن كانت تعدهم خصوما وأعداء نذرت نفسها لمقاومتهم والتصدي لمخططاتهم.
هذه التناقضات التي تبدو عصية على الفهم تؤكد لنا أننا كنا نعيش فصول مسرحية تمتد منذ حزام بريجنسكي الذي أطلق الجماعات المتطرفة في أفغانستان، ومكن لثورة الخميني في إبران، حتى افتعال الظروف التي مكنت حزب الإخوان المسلمين من الوصول إلى السلطة في مصر، ومن ثم الغضب على الشعب المصري والجيش المصري حين أفشل هذه الخطة التي صممتها المخابرات الأمريكية ونفذتها الجماعات التي تدعي لنفسها أنها جماعات إسلامية.
ثمة مسرحية بها ظاهر وباطن، يتمثل ظاهرها في هذا العداء المصطنع بين هذه الجماعات والغرب عموما، وأمريكا خصوصا، كما يتمثل في إيهام الشعوب الإسلامية بأن هذه الجماعات هي من يمثل الإسلام ويسعى إلى إعلاء شأنه وتحقيق طموحات شعوبه، كما يتمثل الظاهر كذلك فيما يتظاهر به الغرب، وبخاصة أمريكا، من قلق تجاه هذه الجماعات وتخوف من سياساتها المتطرفة، بينما يكشف الباطن عما تكشفت عنه الأحداث الأخيرة من تعاون بين هذه الجماعات على نحو يؤكد على نحو قاطع أنها لا تتجاوز أن تكون جزءا من مخطط شامل تهدف من ورائه السياسات الغربية إلى تمكين الجماعات المتطرفة والمتشددة من الوصول إلى السلطة، ومن ثم رفع حدة التوتر مع الشعوب الإسلامية، وإعطاء مبرر يمنح الحق للدول الاستعمارية بالعودة إلى المنطقة لحماية مصالحها من ناحية وزعم حماية المنطقة من الأنظمة الشمولية التي نشأت فيها.
هذه التناقضات التي تبدو عصية على الفهم تؤكد لنا أننا كنا نعيش فصول مسرحية تمتد منذ حزام بريجنسكي الذي أطلق الجماعات المتطرفة في أفغانستان، ومكن لثورة الخميني في إبران، حتى افتعال الظروف التي مكنت حزب الإخوان المسلمين من الوصول إلى السلطة في مصر، ومن ثم الغضب على الشعب المصري والجيش المصري حين أفشل هذه الخطة التي صممتها المخابرات الأمريكية ونفذتها الجماعات التي تدعي لنفسها أنها جماعات إسلامية.
ثمة مسرحية بها ظاهر وباطن، يتمثل ظاهرها في هذا العداء المصطنع بين هذه الجماعات والغرب عموما، وأمريكا خصوصا، كما يتمثل في إيهام الشعوب الإسلامية بأن هذه الجماعات هي من يمثل الإسلام ويسعى إلى إعلاء شأنه وتحقيق طموحات شعوبه، كما يتمثل الظاهر كذلك فيما يتظاهر به الغرب، وبخاصة أمريكا، من قلق تجاه هذه الجماعات وتخوف من سياساتها المتطرفة، بينما يكشف الباطن عما تكشفت عنه الأحداث الأخيرة من تعاون بين هذه الجماعات على نحو يؤكد على نحو قاطع أنها لا تتجاوز أن تكون جزءا من مخطط شامل تهدف من ورائه السياسات الغربية إلى تمكين الجماعات المتطرفة والمتشددة من الوصول إلى السلطة، ومن ثم رفع حدة التوتر مع الشعوب الإسلامية، وإعطاء مبرر يمنح الحق للدول الاستعمارية بالعودة إلى المنطقة لحماية مصالحها من ناحية وزعم حماية المنطقة من الأنظمة الشمولية التي نشأت فيها.