-A +A
أتساءل من المسؤول عن لهيب الأسعار وارتفاعها التاجر أم المستهلك؟، واقع الحال يقول إن جشع التجار هو السبب وهذه حقيقة لا شك فيها ولكني عندما أرتاد الأسواق أجد أننا نحن المستهلكين وللأسف وبدون قصد كثير منا من نلهبها ونزيدها ولعا وجشعا ونساهم في اتساع معدتها إلى أن تصل إلى مستوى النهم، حيث تصول وتجول وتجد من حولك العربات مليئة والمحاسبين يئنون وتتألم أيديهم وتتفجر رؤوسهم تعبا وإرهاقا من جراء الحسابات التي أرهقت حتى المكائن وليس عقل الإنسان ويديه فحسب، لا وفوق هذا تجد البضاعة عند بعض التجار لا ترد ولا تستبدل وعند البعض الآخر يشترط الفاتورة لاستبدالها أي أن واقع الحال نهم في نهم وأخذ دونما عطاء أو حتى حسن معاملة الزبون بمراعاتهم لظروف وخصوصية الشهر الكريم الذي يصل فيه مستوى الزحام إلى ما يرتج منه العقل ففي خضم تلك الزحمة تضطرب عند المشتري المقاسات وتتعدى حتى مقاس إكس لارج من هول ما يرى ويعيشه من وضع نفسي صعب تحت ضغط الزحام حيث ما تمسك ببضاعة تنوي شراءها إلا وتجد عشرات الأيدي وضعت فوق يديك للظفر بها مما يجعل البعض منا يشتري أي شيء ليخرج ويغادر المكان وحسبه أنه تسوق كباقي الناس فلا يبالي بمقاس وقد حتى لا يتمكن من الإمساك بفاتورته من ثقل الأكياس التي بيديه فتضيع منه في وسط الزحام، وماله بعد كل هذا النهم إلا أن يكمم فاه إن نوى استبدال بضاعته في حال فقده للفاتورة وهذا ما نتمنى من وزارة التجارة وحماية المستهلك النظر إليه حيث شدة الزحام تتطلب من التاجر الرأفة بحال المستهلك في حال فقده للفاتورة مادامت البضاعة سليمة وفيها أوراقها التي تثبت أنها لهذا المحل وليس غيره، ولكن نرجع ونقول للمستهلك ليته يقتصد ويكمم جيبه حتى لا تتسع معدته ويصاب اقتصاده بالسمنة المفرطة التي ما من فائدة منها إلا أنها تؤدي بنا إلى أمراض عضال ولا من خلاص منها إلا باتباع ريجيم الإرادة حيث على كل منا أن ينظر لحاجته من التسوق وكفى إن هو رغب في إنقاص وزن مستوى لهيب الأسعار وتقليص نهمه ونهم التجار.

أمل مغربي ـ جدة