خلال هذا العيد السعيد، حدثني كعادته صديقي المهندس، وهو لا يكاد يستطيع التنفس، فقد قطع الضحك أنفاسه، وبلغ من التعجب قمة التياسة، فقلت في نفسى متعجبا، كيف يجتمعان: سرور وتياسة في شخص مهندس واحد، أم ربما هي سياسة؟
قال صديقي:
«لا تعجب، فأنا أضحك وأبكي من سيرة حدثني بها أبو العريف، ذلك الإنسان اللماح الظريف، الذي تخرج -أو كاد- من مدرسة الحياة كما جاء بلا تغيير أو تحريف أو تزييف»، قال أبو العريف الحصيف، لا فض فوه:
«رأيت في ما يرى النائم، رغم أنني كنت صاحيا وعلى سيارتي قائما، أحاول جاهدا أن أجمع شتات السيارة بعد أن قبلها إنسان مشتاق، لا أعرفه، ولكن طغت به الأشواق، فانحرف بسيارته، واحتضن سيارتي حبا وترحيبا، لا إرهابا ولا ترهيبا. وبعد أن طمس معالم سيارتي أو كاد، أوقف سيارته وقرأ لي معجم الألفاظ «.....» ناقصة كلمة (الأخلاق)، ونزل من سيارته ثائرا جاحظ الأحداق، فإذا هو (شحط) عملاق، وكأنه آت من بلاد واق الواق، واندفع نحوي، وكأنه فحل يريد من (بعلته) الطلاق.
فقرأت المعوذتين، وفتحت ذراعي الاثنتين، لأرحب به، بعد أن تعرفت إليه من غلاظة (ألفاظه) وجحوظ أحداقه، وأبلغته مدى سعادتي بقبلة سيارته الحنون لسيارتي المصون، وأفضت الدمع من العيون، وأنا أشهق وأقول: فداك طال عمرك.. واعذر ضعفي وقلة حيلتي، فو الله لو كان هناك مسار آخر ولو في الصين، لدرجت فيه بسيارتي، لأترك لك المجال لتصول وتجول ولو على جثتي، ولا أؤذيك بوجودي، فلك كل الحق في هذا الوجود، وأنا لا حق لى إلا التنفس لو تسمح لي أو تجود، وأنت جواد كريم، كما يدل عليه شكلك الحميم».
قال صديقى المهندس:
«قلت: فأين الحلم يا أبا العريف.. وقد تلوت علي تاريخ حياتك المملة بلا تحريف؟».
قال أبو العريف لا فض فوه:
«الحلم الذي ليته كان، أن هذا الحادث لم يحدث في بلدي، بل كان هلوسة من عندي، وحدث في بلاد لا أعرفها أنا ولا جدي، لأنهم هناك نسوا الأخلاق، وأصبح بينهم وبين الاعتداء ميثاق، ولا يعاقبهم قانون ولا يلزمهم للسواقة سواق، فهم أناس لا نعرفهم، وسحنتنا غير سحنتهم، فنحن نحن وهم هم، ولكني صحوت للحسرة على الحقيقة المرة، وتيقنت من سيارتي المحطمة أنها لن تكون آخر مرة.. وأنني لم أغادر، ولم أكن في بلاد بره...».
قال صديقي:
«لا تعجب، فأنا أضحك وأبكي من سيرة حدثني بها أبو العريف، ذلك الإنسان اللماح الظريف، الذي تخرج -أو كاد- من مدرسة الحياة كما جاء بلا تغيير أو تحريف أو تزييف»، قال أبو العريف الحصيف، لا فض فوه:
«رأيت في ما يرى النائم، رغم أنني كنت صاحيا وعلى سيارتي قائما، أحاول جاهدا أن أجمع شتات السيارة بعد أن قبلها إنسان مشتاق، لا أعرفه، ولكن طغت به الأشواق، فانحرف بسيارته، واحتضن سيارتي حبا وترحيبا، لا إرهابا ولا ترهيبا. وبعد أن طمس معالم سيارتي أو كاد، أوقف سيارته وقرأ لي معجم الألفاظ «.....» ناقصة كلمة (الأخلاق)، ونزل من سيارته ثائرا جاحظ الأحداق، فإذا هو (شحط) عملاق، وكأنه آت من بلاد واق الواق، واندفع نحوي، وكأنه فحل يريد من (بعلته) الطلاق.
فقرأت المعوذتين، وفتحت ذراعي الاثنتين، لأرحب به، بعد أن تعرفت إليه من غلاظة (ألفاظه) وجحوظ أحداقه، وأبلغته مدى سعادتي بقبلة سيارته الحنون لسيارتي المصون، وأفضت الدمع من العيون، وأنا أشهق وأقول: فداك طال عمرك.. واعذر ضعفي وقلة حيلتي، فو الله لو كان هناك مسار آخر ولو في الصين، لدرجت فيه بسيارتي، لأترك لك المجال لتصول وتجول ولو على جثتي، ولا أؤذيك بوجودي، فلك كل الحق في هذا الوجود، وأنا لا حق لى إلا التنفس لو تسمح لي أو تجود، وأنت جواد كريم، كما يدل عليه شكلك الحميم».
قال صديقى المهندس:
«قلت: فأين الحلم يا أبا العريف.. وقد تلوت علي تاريخ حياتك المملة بلا تحريف؟».
قال أبو العريف لا فض فوه:
«الحلم الذي ليته كان، أن هذا الحادث لم يحدث في بلدي، بل كان هلوسة من عندي، وحدث في بلاد لا أعرفها أنا ولا جدي، لأنهم هناك نسوا الأخلاق، وأصبح بينهم وبين الاعتداء ميثاق، ولا يعاقبهم قانون ولا يلزمهم للسواقة سواق، فهم أناس لا نعرفهم، وسحنتنا غير سحنتهم، فنحن نحن وهم هم، ولكني صحوت للحسرة على الحقيقة المرة، وتيقنت من سيارتي المحطمة أنها لن تكون آخر مرة.. وأنني لم أغادر، ولم أكن في بلاد بره...».