-A +A
علي عيد (عمان)، محمود عيتاني (بيروت)، أحمد عبدالله (القاهرة)
غادر خبراء الأسلحة التابعون للأمم المتحدة سورية أمس بعد التحقيق في هجوم بالغاز السام قتل مئات المدنيين فيما تجرى الاستعدادات والمشاورات والتحركات الدبلوماسية العربية والدولية حيال الضربة العسكرية المحتملة كرد محدود لمعاقبة نظام الرئيس السوري بشار الأسد على الهجوم الوحشي والصارخ بالكيماوي ضد المدنيين الأبرياء وسط استعدادات لمقاتلي المعارضة في أنحاء سورية لشن هجمات للاستفادة من الضربات العسكرية نافين عدم وجود خطط سابقة للتنسيق مع القوات الغربية.
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الولايات المتحدة التي لها خمس مدمرات مزودة بصواريخ كروز في المنطقة تخطط لعمل عسكري «ضيق ومحدود» لن يشمل قوات برية على الأرض أو مهمة مفتوحة.

وفي علامة على أن الولايات المتحدة ربما تستعد لعمل قال مسؤول رفيع بوزارة الخارجية الأمريكية إن وزير الخارجية جون كيري تحدث أمس الأول الجمعة إلى وزراء خارجية الدول الأوروبية والخليجية الرئيسية والأمين العام للجامعة العربية.
وقال شهود عيان إن فريق خبراء الأسلحة التابع للأمم المتحدة وصل إلى مطار بيروت الدولي أمس بعد عبور الحدود البرية من سورية إلى لبنان في وقت سابق أمس.
من جهتها كشفت مصادر من المعارضة السورية النقاب عن جانب من الأفكار المتداولة لتعامل قواتها بالداخل مع الضربة الأمريكية المتوقعة ضد قوات النظام السوري، والتحركات الميدانية الحالية للقوات النظامية لإخلاء بعض المواقع العسكرية، ونقل الذخائر إلى أماكن جديدة.. وقالت بهية مارديني (مدير مكتب تيار التغيير الوطني) إن السيناريو الذي تم طرحه بقوة في الاجتماع المهم لقيادات الأركان العسكرية لعدة دول في الأردن هو تقدم قوات الجيش الحر لدخول مواقع القوات النظامية بالتزامن مع الضربة، وذلك في إطار عمليات التدريب التي تلقتها مجموعات من الجيش الحر على يد غربيين في الأردن، وحول التوقيت المتوقع للضربة الأمريكية قالت مارديني إن معلوماتها أشارت إلى أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قال لرئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا عندما اتصل به ودعاه للقائه في قصر الإليزيه أن هناك «أخبارا سارة جدا»، وتوقعت أن يكون ذلك هو قرار تنفيذ الضربة قريبا.
من جانبه قال قاسم سعد الدين العقيد السابق بالجيش السوري والمتحدث باسم مجلس القيادة العسكرية العليا لقوات المعارضة السورية إن المجلس أرسل لمجموعات من المعارضة تم اختيارها خطة عمل عسكري لاستخدامها إذا وقعت ضربات عسكرية.
وقال إنه يأمل في الاستفادة عندما تضعف بعض المناطق نتيجة للضربات وأنه أمر بعض المجموعات بالاستعداد في كل محافظة وإعداد مقاتليها للوقت الذي تقع فيه الضربات.
وأضاف أنه تم إرسال خطة عسكرية تشمل استعدادات لمهاجمة بعض الأهداف التي يتوقع أن تضرب أثناء الهجمات الأجنبية وبعض الأهداف الأخرى التي يأملون في مهاجمتها في نفس الوقت، مشيرا إلى أن الخطط أعدت دون أي مساعدة من قوى أجنبية ولم تقدم إليهم معلومات من الولايات المتحدة أو أي دولة غربية أخرى.
وأضاف أن مقاتلي المعارضة الذين يتصلون بالمجلس أعدوا قائمة بالأهداف المحتملة لأي ضربة.
وقال إنهم يعتقدون أنها ستشمل مواقع عسكرية مثل مقر القيادة العسكرية والمطارات العسكرية ومناطق تخزين أسلحة معينة أو منصات إطلاق أو منشآت للصواريخ الكبيرة مثل سكود.