-A +A
منصور الطبيقي
لم أخـتر أن أصبح كاتبا للرأي، تجول الفكرة في خاطري وتسري في دمي حتى تصل إلى يدي فيحولها قلمي كلمات تحكي معاناة إنسان وطموح أمة في غد أفضل وأسعد، يصعب وصف الصعوبات التي يتحملها الكاتب حتى يخرج مقاله منمقا ومكتمل الأركان، تجده يبحث ويسأل حتى تتضح له الفكرة والهدف والخلاصة والعبرة، ويسعى أن يجد مقاله بصيرة من يهمه الأمر لغرض الإصلاح والتطويـر والتحسين. فإن تقبل المسؤول النقد البناء من الكاتب والمصقول بالخبرة والفهم بأريحية وتعاون، انعكس بلا شك بإيجابية على أداء المنشأة وجودة العمل فيها، وإن لم يفعل ذلك واختار طريق الإنكار وتقزيم دور الصحافة والتعدي والمواجهة أحيانا أخرى، أدى ذلك إلى تعميق الخلل وزيادة الفجوة بينه وبين الصحافة ودورها الهادف الذي ينال التقدير والاحترام عند من يعرفون أهمية الكتابة ودورها الرائد في الإصلاح والبناء.
فعندما ينتقد الكاتب القطاع الذي يعمل به يجد امتعاضا من البعض واتهاما له بأنه استغل وضعه الوظيفي في هذا القطاع ومعرفته عن قرب لما يدور فيه وتسريب بعض المعلومات الحيوية.
الدولة نصرها الله وحفظها من كل سوء دعت للمحافظة على مقدرات الوطن وتجويد الخدمات الصحية ودفعت بأموال طائلة لرعاية المواطن السعودي، وأنشأت في ذات الوقت هيئة مكافحة الفساد ودعت جميـع المواطنين للإبلاغ عن أي شبه للفساد. وملكنا المفدى يحفظه الله ويرعاه ما فتئ يذكر الوزراء في أكثر من موضـع بمقولته الشهيرة (لا عذر لكم بعد اليوم) في توجيه صريح وواضح لتقديـم أفضل ما يمكن خدمة لمواطني هذا البلد المبارك، ويطالبهم دوما يحفظه الله بتعزيـز الشفافية في جميـع المعاملات والاستفادة القصوى من خيرات الوطن.
الكتاب المحترمون الوطنيون يكتبون بما يمليه عليهم ضميرهم وإيمانهم بقضايا مجتمعهم ومواطنيهم حتى وإن كانوا ينتقدون مؤسسات يعملون فيها.. ولكن من بعد الله يحميهم؟؟.

tobagi@hotmail.com