-A +A
عبدالرحمن الحبيب
جاء الآن دور الحرب النفسية أو الحرب الباردة أو حرب الأعصاب وتحطيم المعنويات أو الحرب السياسية الفتاكة مع نظام الأسد وخاصة جيشه في استخدام هذا النوع من الحرب من خلال الاستخدام الأمثل والممنهج لمختلف الأساليب النفسية للتأثير على مشاعر وأحاسيس وسلوكيات جيش الأسد والفئات الموالية له والسعي الحثيث والمخطط لتطبيق استراتيجية محددة لخفض معنويات من يقف في صف الأسد ولعل أهم وأفضل طريقة هي بث الذعر والتهديد المستمر حتى يتم الشعور بالهزيمة والاستسلام واليأس من أجل إحداث مزيد من الانشقاقات في صفوف الجيش السوري وكذلك نزوح أكبر عدد لما تبقى من الشعب السوري إلى البلدان العربية المجاورة، حيث إنه معروف علميا أن الحرب النفسية تعد أقوى وأسرع سلاح في عمليات الصراع وتحقيق النصر المؤزر بأقل التكاليف والخسائر البشرية والمادية. ومن معلم البشرية عليه أفضل الصلاة والتسليم نستلهم الدروس والعبر في إدارة عمليات الصراع حيث إنه خلال قيادته 28 غزوة تمكن من إنهاء 19 غزوة منها بدون قتال بسبب خوف الطرف المقابل من النتائج السلبية والهزيمة ومواجهة القوة لأن الحرب النفسية تدمر في عقل ونفسية العسكر قوة الإرادة والإصرار والعزيمة والإيجابية وتحطم الروح القتالية وتزعزع الثقة بالنفس وبمن حوله وتسعى للتفريق بين النظام وحلفائه ودفعهم نحو التخلي عنه وتحييد الأطراف الأخرى التي قد يلجأ إليها النظام السوري كروسيا وإيران والصين، ولذلك فإن التهديد بالقوة وتجهيز الصواريخ والطائرات والمعدات الحربية والذي بدأ يأخذ طريقه من خلال تحريك الأساطيل وإجراء المناورات العسكرية وتصريحات القادة والعسكريين وإعلان التعبئة كلها مؤشرات ماثلة على بدء الحرب النفسية.
الكل يتمنى أن يرى انسحاب أو انشقاق أو استسلام جيش النظام السوري بدون إراقة الدماء أو تدمير للمعدات والسلاح الحربي الذي هو أساس لحماية الشعب السوري وأراضيه ومثله تدمير المنشآت والمباني والبنية التحتية. والكل يريد إسقاط هذا النظام الوحشي القاتل وأركانه المقربين له جدا حتى يتخلص الشعب السوري الأعزل من هذا الظالم السفاك ويبدأ في تقرير مصيره واختيار حكومته بعد هذا الصراع الطويل الذي قارب الثلاث سنوات لم يذق فيها هذا الشعب المغلوب على أمره بمختلف فئاته وأطيافه طعم الراحة والأمن والاستقرار.. فاللهم عجل بنصرك فإنهم مظلومون.


aalhabib@okaz.com.sa